أرشيف الوسم: يهود

المعبد اليهودي (الكنيس)

المعبد اليهودي

الكنيس، جـمعه كُنُس، هو بيت من بيوت الله عز و جل ومكان لعبادته تعالى، الصلاة وتعلّم وتدريس الدين اليهودي  لليهود. ويقابله المسجد عند المسلمين والكنيسة عند المسيحيين. في الكنيس يوجد مكاناً تـحفظ فيه أسفار التوراة المخطوطة ويسمى بالهيكل. يقع في قلب الكنيس. يؤمّ الإمام («الحزان» بالعبرية) بالمصلين في منتصف الكنيس على منصّة («تيبا» بالعبرية) تقابل الهيكل. ويجلس المصلون على الكراسي ، وذكر الحاخام موسى بن ميمون («التثنية» شرائع الصلاة ١١: ٥) بأن المصلين في البلاد العربية يجلسون على الأرض المفروشة بالسجاد الفاخر للصلاة. وما زال اليهود اليمنيون حتى يومنا هذا يتبعون هذه الطريقة. وتذكـر الكتابات الأثرية القديمة بأنه الكنس كانت موجودة منذ القرن الثالث قبل الميلاد حيث تدل الآثار المكتشفة في مصر عن كنيس يهودي منذ زمن البيت المقدس. وجاء في التوسفتا، وهو كتاب ديني قديم منذ القرن الثالث الميلادي، يختص بتفسّير المشنا والشرائع اليهودية («ميغيلّا» أو “مجلة” ٢ : ١٨ ) : إن للكنس حرمة كبيرة ولا يجوز الاستهتار بها فهي مكان خاص للعبادة والقراءة والدراسة. ولا يجوز الدخول لها أيام الصيف هرباً من الحرّ وتفيّأً بظلّها، لا يجوز دخولها أيام الشتاء هرباً من البرد أو الأمطار. كما لا يجوز الأكل والشرب والنوم والتنزّه فيها، لأنها مكان مقدّس جداً مخصص للعبادة، ولكن يمكن رثاء فقيد جليل فيها.

ووفقاً للحاخام هائي جاؤون الذي عاش في بغداد في القرن الحادي عشر الميلادي يجوز استخدام الكنس كمدارس لتعليم الطلاب العلوم الدينية والدنيوية والكتابة باللغة العربية والحساب وغيرها. وقد عُثر على أقوال الحاخام هائي جاؤون هذه، في القاهرة القديمة التي كان اسمها الفسطاط على أوراق قديمة جداً في كنيس ابن عزرا، ثم طُبعت هذه الأوراق في كتاب الحاخام إسرائيل موسى حزان سمّاه بالعبرية «شيئريت هَنَّاحالة» أو «بقية الإرث» (الفصل الرَّابعُ والأربعون وطبع في الإسكندرية عام ١٨٦٢م) وذُكر في هذا الكتاب بأنه من الممكن أيضاً تعلّم جميع اللغات في الكنيس.
أخيراً، على المصلّين أن يدخلوا إلى الكنيس بخشوع ورهبة وأن تكون قلوبهم مفعمة بالإيمان والتقوى والصلاح.

لمعرفة الهدف من الصلاة في الديانة اليهودية يرجى التفضل من هنا

شرائع عيد المظال

شرائع عيد المظال

كتب الحاخام سعيد الفيومي بعض الشرائع الضرورية لهذا العيد واطلق عليها الاسم “ظلال” في كتابه «جامع الصلوات والتسابيح» حيث ورد ما يلي:

يجب أن نصنع لنا عريساً في كل منزل من منازلنا تحت السماء على سطح أو في ساحة الدار. ونجعل له حواجزَ من ثلاث جهات حتى لا يكون له مدخل إلا من جهة واحدة. وهذه الحواجز يجوز أن تكون ستوراً أو بواراً أو حُصراً بعد أن تشدّ بحبال حتى لا يمكن أن يسليها الإنسان ويدخل منها. فإن بقى بين أسافل الستور وبين الأرض أقلّ من ثلاث قبضات جائز وإما أكثر فلا.

ويكون مكون السقيفة (فوقها) نبات أما آس أو سعف أو قصب أو غرب أو ما أشبه ذلك. ويكون التظليل ثخيناً حتى تكون أجزاء الظل فيه أكثر من أجزاء الشمس.

وأقلّ ما يكون طولها وعرضها سبع قبضات في سبع قبضات.* وأقلّ ما يكون ارتفاعها عشر قبضات، وأكثر ما يكون ارتفاعها عشرين ذراعاً. ولا يجوز أن يطرح فوق المظلّة حصيراً ولا باريّة. وكذلك لا نستر دونه أزاراً ولا رداءً، فإن فعل شيء من ذلك أفسد الظلال. وإن انفتح في الظلال كوّة مقدارها ثلاث قبضات، فقد أفسدته إلى أن تظلل.
[…]
ويجب أن يكون طعامنا وشرابنا وقرأتنا ودرسنا و نيامنا في الظلال. لا نصنع شيء من هذه خارجه. وأي وقت دخلنا إليه نبرّك … ولو دخلنا إليه وخرجنا خمسين مرّة في كل يوم.
تكون وجبات الطعام المأكولة في الخيمة مناسبات سعيدة ومرحة يشترك فيها الأقرباء والأصدقاء وخاصة في الليلة الأولى التي واجبة حسب المِشنا (سوكّا ٢: ٥).
وصية الانواع الاربعة
في هذا العيد يؤخذ أربعة أنواع من النباتات بقوله تعالى ﴿وَخذوا لَكُم فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ، مِنْ تَمْرِ شَجَرِ الْأَتْرَنْجِ، وَمِنْ لُبِّ النَّخْلِ، وَمِنْ أَغْصَانَ عُودِ الْآسِ عَلَى صَنْعَةِ الضَّفْرِ [من الضفائر]، وَمِنْ غَرَبِ الْوَادِي [اسم شجر الخِلاف شامِيّة]، وَأَفْرَحُوا بِهَا بِيْنَ يَدِيِ اللهِ رَبِّكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ﴾ (اللاويين ٢٣: ٤٠ ترجمة كتاب الحياة).

وفقاً لحكماء التلمود ﴿تَمْرُ شَجَرِ الْأَتْرَنْجِ﴾ المذكور في التوراة هو الأترج واسمه العلمي Citrus medica. وهو ذهبي اللون زكي الرائحة ومعنى ﴿لُبِّ النَّخْلِ﴾ هو أوراق قلب النخل. ووفقاً للمشنا الآس المطلوب هو آس مثلّث، يوجد له ثلاث أوراق في كل برعم. يجمع اليهود الأنواع الثلاثة (ما عدا الأترنج) ويشدّها باقةً. وكتب الحاخام سعيد الفيومي بعض الشرائع عن هذه العادة في كتابه «جامع الصلوات والتسابيح» كما يلي:

صفة الأترّنجة: معتدلة في صورتها نقية من عموم الجرب فأن كان على بعضها جائز ولا تكون ناقصة شيء فأن انقلعت الدائرة التي تحت عودها غير جائز ولا تكون جافّة ولا صغيرة أقلّ من مقدار بيضة.
وصفة الآس: أن يكون في كل طبقة من طبقاته ثلاث ورقات منتظمة فأن لم يجد العود كله على هذه الصفة فليقنع بثلاث طبقات في رأسه أن تكون بهذه الصفة فأن لم تكّ هذه الطبقات في رأسه بل كانت في وسطه فليقطف ما فوقه حتى تكون هي الرأس وما زاد على ثلاث ورقات فصارت أربع أو خمس أو ما زاد جائز.

وصفة لب النخل: أن يكون معتدلاً غير معوّج اللهمّ إلا أن يعوّج إلى وجهه وهو الجانب المشقوق الذي لونه أحمر وإما أن تعوّج إلى ورائه أو إلى أحد جانبه غير جائز وكذلك أن انقلعت السعفة العليا الجامعة لورقه أو انشقّت فغير جائز وإما أن تفرقت ورقه فليعد شدّها.

وصفة الغرب: ما كان منه عوده أحمراً وورقه سبطاً وأطراف ورقه مُلْس فهو المتّخذ وأما ما كان عوده أبيضاً وورقه مدوّراً وأطراف ورقه خشنة كأنها منشار غير جائز. فالأول يسمّى بالشام ومصر صفصاف والثاني غرب، ورأيت أهل هذه البلاد (العراق) يعكسون هذين الاسمين.

للأطلاع على عيد المظال يرجى التفضل من هنا

الهدف من الصلاة

الهدف من الصلاة
إن الصلاة عبارة عن طريقة للتقرب من الله تعالى وشكره والتوسل إليه ليؤمن لنا ولكل البشرية حياتناً سعيدة. لذلك، وجب على المصلين أن يقفوا بخشوع أمامه تعالى. وللوصول لمحبة الله والتقرب إليه على المصلين أن يكونوا متواضعين بعيدين عن الكبرياء والغرور بالنفس واعتبار جميع البشر متساوين. تؤدي المحبة للسلام و الذي هو يعتبر بركة عظيمة ينعم الله تعالى، فيها على الإنسان. وقال المشرعون، حكماء المشنا (زاوية أو «فيآة» ١: ١)، «إن التوفيق بين الإنسان ورفيقه، وبين الرجل وزوجته، هو من الأعمال الذي يؤكل ثمرها في هذه الدنيا، والأساس باقٍ للآخرة»
جاء في الكتاب المقدس العبري: لا يريد الله تعالى موت الظالم إنما عودته إلى الطريق المستقيم ليحيى، وقال: «عودوا إلى التوبة واحيوا». والغفران بعد التوبة هو من نعمه تعالى حيث منطقياً وعلمياً يجب على الآثم أن ينال عقابه، إنما الله عز وجل برحماته يغفر له، إذا هو ندم على ذنوبه وتاب. كذلك نجد قوله تعالى (حزقيال ١٨: ٢١ – ٢٣ ترجمة كتاب الحياة(:

﴿وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ. أَحَقّاً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلَيْسَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ الآثِمَةِ فَيَحْيَا؟﴾
إن الرأفة بالإنسان ومشاركته أفراحه وأحزانه هي صفات نبيلة يجب أن تكون هدفاً مثالياً في أذهان المصلين توجد قصة في التلموذ البابلي عن هذا الموضوع للأطلاع عليها يرجى الضغط هنا.
يجب أن تكون الأديان كلها أداة في الكفاح ضد العنصرية والتعصب، و للأسف يمكن أن تصبح الاديان كذلك مصدراً للضرر إذا اُستخدمت للتحريض على الكراهية.

و للاطلاع على مراحل تطور الصلاة اليهودية و شرائعها يرجى التفضل من هنا.

النجمة السداسية

النجمة السداسية

سوسنة

تُعرف هذه النجمة بنجمة داوُد وتسمى أيضا «خاتم سُلَيْمَان» ويُطلق عليها باللغة العبرية «مغن داويد» ومعناه درع الملك داوُد، وهو المولى تعالى فقط، فلا يوجد حامي غيره عن البشر. لا يوجد أي ارتباط بينها و بين السحر والشعوذة فهذا حرام في اليهودية. تعتبر النجمة السداسية اليوم واحدة من أهمِّ رموز الشعب اليهودي. ولكن لم نجد لها قبل القرون الوسطى دليلاً يربطها باليهود وثقافتهم.
اختارت الحركة الصهيونية عام ١٨٧٩م النجمة السداسية رمزاً لها، كما اقترح ثيؤدور هرتسل في أول مؤتمر صهيوني عُقد في مدينة بال أن تكون هذه النجمة رمزًا للحركة الصهيونية آنذاك ورمزاً للدولة اليهودية مستقبلا.
تؤكدُ نظرية الباحث أوري أوفير أن مصدر النجمة السداسية مأخوذ من الشمعدان (المنارة) [كتابه «الرمز» بالعبرية «هاسِّمِل»]. لأن تحت كل مشكاة الشمعدان كانت هناك صورة للزهرة أو البرعم وفقا للتلمود (المِشنا «أوعية» أو “كيليم” ١١: ٧) استنادا إلى ما قيل في سفر الخروج (٢٥: ٣١-٣٤ ترجمة كتاب الحياة):
﴿وَاخْرِطْ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَتَكُونَ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. ٣٢وَتَتَشَعَّبُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاَثَةُ أَفْرُعٍ، ٣٣فِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاَثُ كَاسَاتٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ، وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. ٣٤وَيَكُونُ عَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةِ الشَّكْلِ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا﴾، ولكن وجدنا في ترجمة التوراة إلى اللغة الآرامية كلمة «شوشنيا» (שושנייה ) بدلا من ﴿ופרח﴾ بالمعنى ﴿وَزَهْرٍ﴾ (الخروج ٢٥: ٣٣). وكذلك في الترجمة السبعونية باللغة اليُونَانية τό κρίνον. وتشير هاتين الترجمتين إلى الزنبق أوْ السوسن باللغة العربية (الاسم العلمي: Lilium candidum) التي لها أوراق سداسية.

وقد وجدنا في ترجمة التوراة للحاخام سعيد الفيومي باللغة العربية (كتاب التاج) التي تعود إلى ألف سنة مضت، شيئا مطابقا للترجمة الآرامية والترجمة السبعونية. فهناك كلمة «سوسنة» بدلا من ﴿زَهْرٍ﴾ (الخروج ٢٥: ٣٣ ترجمة كتاب الحياة) وكذلك (الخروج ٢٥: ٣١ و٣٤) «وسواسنها» بدلاً من ﴿ופרחיה﴾ بالمعنى ﴿وَأَزْهَارِهَا﴾.

النجمة التي استخدمها النازيين لتمييز اليهود

 وهذا دليل على أن كلمة ﴿ופרח﴾ ﴿وَزَهْرٍ﴾ المذكورة في التوراة هي زهرة السوسن.كما أن النسخة الكاملة الأقدم للكتاب المقدس العبري في سانت بطرسبرغ، والتي ترجع إلى عام 1010م مزينة بنجمة داود.

و للأسف تم استعمال نجمة داود من قبل الحركة النازية الشريرة أثناء الهولوكوست حيث تم إجبار اليهود على وضع شارة صفراء على شكل نجمة داود على ملابسهم بغية التعرف على اليهود.

 

التاريخ الحديث لليهود في العراق

الفترة الساسانية
عندما انتقل الحكم الفارسي من يد البارثيين إلى يد الساسانيين ساءت الحالة الاجتماعية لليهود بسبب القيود التي فرضت على حريتهم كطائفة دينية، حيث طلب الساسانيون من جميع المواطنين في المنطقة أن يعتنقوا الديانة الزَرَادشتيّة، كما قامت الحكومة الساسانية بالإشراف على المحاكم اليهودية وقد وافق اليهود على ذلك. وفي هذا الصدد، يُذكر في التلمود البابلي بأن الحاخام صموئيل قال: «دينا ذي مالكوتا دينا» بمعنى «قانون المملكة يظل هو القانون» (نِداريم ٢٨ أ، بابا قامّا ١٣٣ أ). ومع ذلك ففي نهاية أيام المملكة البارثية وبداية أيام المملكة الساسانية تم تأسيس مدارس يهودية كثيرة في بابل.
عاش اليهود بسلام تحت حكم الملك شابور الأول (٢٤٢م – ٢٧٢م) وتحت حكم الملك شابور الثاني (٣٠٩م – ٣٧٩م) وأمّه إفرا هورميز المذكورة في التلمود البابلي مرات عديدة (“تعنيوت” ٢٤ب، “بابا باترا” ٨أ، “زِباحيم” ١٥٦ب، “نيدّا” ٢٠ب). ولكن منذ منتصف القرن الخامس الميلادي بدأ اليهود يعانون من فترة اضطهاد، وفي القرن السادس الميلادي عادت المشاكل مع الحكومة الفارسية إلى سابقتها عندما رفض اليهود تقبل النبي المزعوم «مزداك» الذي تبعه الملك الزرادشتي. وفي عام ٥٢٠م، قُتل رئيس السابيين، مور زوطرا الثاني. عادت الحالة الصعبة لليهود في بابل تحت حكم الملك هورميزد الرابع (٥٧٩م – ٥٨٠م).
الفترة الإسلامية
رحب اليهود بتوسيع الخلافة الأموية (٤٠ﻫ – ١٣٢ﻫ ٦٦١م – ٧٥٠م) إلى العراق لأنهم كانوا قد عانوا كثيراً في السنوات الأخيرة من الحكم الفارسي الساساني. وبعد الفتح الإسلامي للعراق في القرن السابع أعاد المسلمون منصب «رئيس المسبيين» لليهود واستمر ذلك حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي.

كانت ليهود العراق آنذاك مدرستان كبيرتان، إحداهما في مدينة «سورا» والأخرى في «فوم بديثا» أو مدينة الفلوجة. وخلال الفترة الإسلامية تم إطلاق الاسم “جاؤون” أو “غاؤون” – بمعنى الرئيس الأعظم – على الحاخامين الذين ترأسوا كلا المدرستين، وكان منهم الحاخام سعيد الفيومي. وتسمى هذه الفترة بالعبرية عصر “الجاؤونيم”.
وفي عام ١٣٦ﻫ – ٧٥٤م عندما أصبحت بغداد عاصمة للخلافة العباسية (١٣٢ﻫ – ٦٥٥ﻫ ٧٥٠م – ١٢٥٨م)، كَثُرَ فيها عدد السكان اليهود حتى أصبحت المدينة تضم أكبر عدد من اليهود في العراق. وخلال القرن التاسع الميلادي، نُقلت المدرستان «سورا» و«فوم بديثا» إلى بغداد. ومع ذلك، نرى أحياناً بأن اليهود قد اضطهدوا أيضاً من قبل بعض الخلفاء العباسيين؛ فقد أصدر الخليفة هارون الرشيد (١٦٩ﻫ – ١٩٣ﻫ ٧٨٦م – ٨٠٩م) وكذلك الخليفة المتوكل (٢٣٢ﻫ – ٢٤٦ﻫ ٨٤٧م – ٨٦١م) قوانين تفرق بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب.
لقد كان العهد الذهبي للخلافة العباسية عهداً ذهبياً أيضاً للمدرستي «سورا» و«فوم بديثا»، حيث أصبحت بغداد حتى عام ٤٤٩ﻫ – ١٠٥٨م، المركز الديني ليهود العالم. في هذه الفترة كان حكماء اليهود يرسلون أسئلتهم الدينية بالعبرية والآرامية والعربية إلى بغداد من كافة أرجاء العالم ليحصلوا على الأجوبة المناسبة الصحيحة من الحاخامين «الجاؤونين».

أثناء الاحتلال المغولي للعراق (٦٥٥ﻫ – ٧٣٥ﻫ، ١٢٥٨م – ١٣٣٥م) أفِل نجم اليهود في بلاد الرافدين حيث دُمرت الكنس في بغداد عام (٧٣٤ﻫ، ١٣٣٤م). ولا نعرف كثيراً عن حياة اليهود في العراق خلال فترة «آل جلاير» (حوالي ٧٣٦ﻫ – ٧٧٥ﻫ، ١٣٣٦م – ١٣٧٥م)، وفترة «قرا قويونلو» أو بالعربية «الخرفان السوداء» (حوالي ٧٧٥ﻫ – ٨٧٢ﻫ، ١٣٧٥م – ١٤٦٨م)، وفترة «آق قويونلو» أو بالعربية «الخرفان البيضاء» (٨٧٢ﻫ – ٩١٣ﻫ، ١٤٦٨م – ١٥٠٨م). وعندما استولى الفارسي إسماعيل الصفوي على العراق عام (٩١٣ﻫ، ١٥٠٨م)، قام بالدعوة إلى المذهب «الإثنا عشرية» وهي أكبر طوائف الشيعة. انذاك أسيئت معاملة أهل الكتاب. حكم الصفويون العراق ثم انتقل الحكم إلى العثمانيين الذين حاربوا الصفويين وانتصروا عليهم.
الفترة العثمانية
عندما احتل الجيش العثماني بغداد عام (٩٤٠ﻫ، ١٥٣٤م)، قام العثمانيون بفرض الجزية على اليهود لأنهم من أهل الكتاب وسمحوا لهم بالعيش بأمن في العراق. في نهاية القرن الثامن عشر عادت بغداد وأصبحت ثانيةً مركزاً دينياً وثقافياً واقتصادياً لليهود في بلدان العراق وفارس

الحاخام عبد الله سوميخ

وكردستان والهند وعدن. في عام (١٢٥٥ﻫ، ١٨٤٠م) تم تأسيس المدرسة الكبيرة “بيت زيلخا” في بغداد لتخريج الحاخامين، حيث قام رئيس المدرسة الحاخام عبد الله سوميخ بتعليم الكثير من التلاميذ ، وبعد وفاته أصبح الحاخام يوسف حاييم زعيماً روحياً للطائفة اليهودية في العراق. وقد نَعِمَ اليهود بالأمن والسلام تحت حكم مدحت باشا (١٢٨٥ﻫ – ١٢٨٨ﻫ، ١٨٦٩م – ١٨٧٢م) وحسين ناظم باشا (١٣٢٧ﻫ – ١٣٢٨ﻫ ١٩١٠م – ١٩١١م). واستمر حكم العثمانيون للعراق حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

الفترة الحالية
في عام ١٩١٧م بدأ الحكم البريطاني للعراق، حيث منحت خلاله الحقوق القانونية لجميع مواطني العراق بغض النظر عن دينهم، وهكذا عاش اليهود أيضاً بأمن وسلام. وفي هذه الفترة تأسست في بغداد الحركة الصهيونية، وكذلك جمعيتان إحداهما «الجمعية الأدبية الإسرائيلية» عام ١٩٢٠م و «الجمعية الصهيونية لبلاد الرافدين» عام ١٩٢١م. وفي ٢١ تموز ١٩٢١م، وقبل أن يصبح ملكاً على العراق، ألقى فيصل بن الشريف حسين (فيصل الأول) خطاباً أمام اليهود في الكنيس الكبير في بغداد، بـحضور الحاخام عزرا روبين دانغور، أكد فيه بأن اليهود متساوون في الحقوق والواجبات، مثلهم مثل بقية العراقيين. وعندما أصبح فيصل الأول ملكاً على العراق عين اليهودي ساسون حزقيال وزيراً للمالية.
في عام ١٩٣٣م توفي الملك فيصل الأول، وبدأ المواطنون من غير المسلمين يتعرضون للضغوط في العراق. وخلال تلك الفترة، لم تعد الصحافة تفرق بين اليهودي والصهيوني. وفي عام ١٩٤١م أُعلنت ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الوصي على عرش العراق عبد الإله بن علي الهاشمي الذي كان خلال الحرب العالمية الثانية حليفاً لبريطانيا ودول الحلفاء. وقد قام زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر بتأييد ثورة ١٩٤١، كما اشتركت فيها مجموعات فلسطينية كان على رأسها عبد القادر الحسيني والمفتي محمد أمين الحسيني. وخلال هذه الثورة حصل «الفرهود» – اسم مستعار للقتل والسلب والنهب الذي تعرض له اليهود في العراق لمدة يومين – في عيد الأسابيع المشهور باسم «عيد الزيارة» عند يهود بابل أي في ١ و٢ حزيران ١٩٤١ وهو ٦ و٧ جمادي الأول١٣٦٠. وقد قُتل خلاله مائة وثمانون شخصاً وجرح الألوف من اليهود. كما تم نهب الكثير من أملاكهم في بغداد والموصل، وأربيل والبصرة والعمارة والفلوجة. ورغم ذلك خاطر بعض العراقيين بحياتهم من أجل إنقاذ جيرانهم اليهود.

وفي أعقاب «الفرهود» والصعوبات التي واجهت يهود العراق، قام الكثير من أبناء الطائفة اليهودية – أغلبهم من الجيل الجديد – بالإنضمام إلى الحزب الشيوعي والحركة الصهيونية لإعتقادهم أن ذلك سيضمن لهم السلم والأمن. وفي عام ١٩٤٨م أصدرت الحكومة العراقية سلسلة من قوانين ضد الطائفة اليهودية منعت فيها اليهود من السفر إلى خارج العراق، من الخدمة في الدوائر الحكومية، ومن الانخراط في الجيش والشرطة. كذلك منعت اليهود من بيع أملاكهم أو شراء عقارات، كما لم يسمح لليهود بالحصول على التراخيص الضرورية لمهن مختلفة. وفي أعقاب ذلك فر من البلاد عشرة آلاف من اليهود العراقيين حيث هاجروا إلى إيران قبل عام ١٩٥١، عندما فتحت الحكومة العراقية الباب أمام اليهود بالهجرة بشرط أن يتركوا أملاكهم ويتخلوا عن جنسيتهم العراقية. ونتيجة ذلك هاجر أكثر من مائة ألف من اليهود العراقيين وبقي في البلاد أقل من سبعة آلاف يهودي. وقد عانى اليهود كثيراً خلال فترة حكم حزب البعث في العراق.
اليوم
يعيش كثير من اليهود العراقيين حالياً في إسرائيل وبريطانيا. وكان المرحوم الحاخام ميئير حوريش الذي وُلد في بغداد من بين الذين هاجروا إلى إسرائيل حيث أصبح رئيساً للطائفة اليهودية العراقية في مدينة راماث غان، وكان علاّمة معروف بتواضعه الشديد. كما يعيش الأستاذ ساسون سوميخ في إسرائيل حيث يعلّم اللغة العربية وآدابها في جامعة تل أبيب، وكان صديقاً حميماً للكاتب المصري المشهور نجيب محفوظ، رحِمه الله، وقد تحدث في كتابه الأخير «بغداد أمس» بالعربية عن سيرة عائلته اليهودية العراقية.

السيدة هدى نونو

أما الحاخام المرحوم سليمان ساسون فقد عاش في بريطانيا؛ وقد ألف تفاسير عديدة عن التوراة لا زالت تدرس وتتداول بين تلاميذه. كما أن السيدة هدى نونو سفيرة البحرين في الولايات المتحدة الأمريكية، 

هي أيضاً يهودية من أصل عراقي.

تعود جذور اليهود العراقيين إلى أكثر من ألفين وخمسمائة عام عاشوا خلالها بصورة عامة بسلام مع الآخرين، وكانوا من الفئات المتأثرة بالعرب والثقافة العربية.

اضغط هنا للأطلاع على التاريخ القديم لليهود في العراق

التاريخ القديم لليهود في العراق

الفترة الآشورية والبابلية
تم تهجير بنو إسرائيل إلى بلاد الرافدين عام ٧٢٢ قبل الميلاد بعد أن قام الآشوريون بتدمير مملكة إسرائيل الشمالية وسبي الأسباط اليهود العشرة الذين كانوا يعيشون فيها. ثم تلاها قيام الملك البابلي نبوخذ نصر باجتياج مملكة يهودا عام ٥٩٧ قبل الميلاد وسبي عشرة آلاف يهودي حيث اقتادهم مع ملكهم يَهُويَاكِينَ من أورشليم إلى بابل. وكانت المرحلة الأخيرة بعد إحدى عشرة سنة عندما تم سبي الملك صِدقيا (٥٨٦ قبل الميلاد) مع عدد من اليهود وبذلك تم القضاء على مملكة يهوذا الجنوبية وتدمير البيت المقدس الأول في مدينة أورشليم. (الملوك الثاني ٢٥: ١- ١٧)

أقتيد اليهود إلى بابل بعد أن انتابهم حزن عميق وألم كبير من جراء تدمير البيت المقدس الأول وفقدهم أورشليم، وقد قيل في المزمور (١٣٧: ٤- ٥) قال اليهود في بابل ﴿كَيْفَ نَشْدُو بِتَرْنِيمَةِ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ؟ إِنْ نَسِيتُكِ يَاأُورُشَلِيمُ، فَلْتَنْسَ يَمِينِي مَهَارَتَهَا﴾ (ترجمة كتاب الحياة)؛ ومع ذلك قد عاشوا في مدن كثيرة منها، خَابُورَ (حزقيال ١: ١) وتلّ أبيب العراقية (حزقيال ٣: ١٥) وتَلّ مِلْحٍ وَتَلّ حَرْشَا (عزرا ٢: ٥٩ ونحميا ٧: ٦١). وعاش كثير من الأنبياء والزعماء الذين ورد ذكرهم في الكتاب المقدس العبري في بابل مثل النبي حزقيال (ذو الكفل) والنبي دانيال عليهما السلام وكذلك عزرا ونحميا اللذين قادا اليهود للعودة إلى أرض إسرائيل من بابل.

الفترة الفارسية والسلوقية
عندما انتصر كورش ملك الأخمينيين على البابليين عام ٥٣٩ ق.م.، سمح لليهود بالعودة إلى أرض إسرائيل حيث قاموا ببناء بيت المقدس الثاني؛ ومع ذلك فقد بقي الكثير من اليهود في بابل.
ووفقاً للمؤرخ اليهودي يوسف بن متاثيا الكاهن في كتابه «تاريخ اليهود» (١١: ٣٣٨)، عندما احتل الإسكندر المقدوني وجيشه بابل عام ٣٣١ قبل الميلاد سمح لليهود بالاستمرار في حياتهم الدينية كما كانوا يمارسونها أثناء الحكم الفارسي (الأخميني). ومع قيام الدولة السلوقية عام ٣١٢ قبل الميلاد، بدأ يهود بابل باستخدام تقويم سنويٍ أرخوا به وثائقهم الرسمية وعقود الزواج والطلاق، وقد استمر ذلك حتى نهاية الخلافة العباسية.

الفترة البارثية
في عام ١٢٠ قبل الميلاد، انتصر البارثيون – الذين هم شعب فارسي – على المملكة السلوكية، وحكموا بابل حتى عام ٢٢٤م. وخلال فترة حكمهم عاش اليهود في سلام وأمن، وتم تعيين رئيس للطائفة اليهودية في بابل، أطلق عليه اسم «رئيس الْمَسْبِيِّينَ»، وهو رجل من ذرية الملك داود، كان دوره سياسياً وليس دينياً؛ وقد استمر ذلك حتى القرن السادس بعد الميلاد.
ومن الحاخامين الذين وُلدوا في أرض إسرائيل قبل تدمير بيت المقدس الثاني (عام ٧٠م)، وجاءوا إلى بابل وعاشوا فيها: يهوذا بن بِتيرا في مدينة نصيبين، ونحميا من بيت ديلي في مدينة «نهرداع» على نهر الفرات.
في عام ١١٤م، قام الإمبراطور الروماني تراجان (٩٨م – ١١٧م) بمحاربة البارثيين والانتصار عليهم؛ وقد حكم بابل لسنوات قليلة. وفي عام ١١٧م طلب الإمبراطور تراجان من قائده قيطوس أن يهجّر اليهود من بابل لأنه كان يخاف من تحالفهم مع الفرس ضد الرومان؛ ويذكر المؤرخ المسيحي يوسابيوس القيصري (٢٧٥م- ٣٣٩م) بأن القائد قيطوس قام بقتل الكثير من يهود بابل بدلاً من تهجيرهم. («تاريخ الكنيسة المسيحيه» أو «Historia Ecclesiastica» ٤: ٢ ، ٣٠٦) بعد وفاة تراجان أصبح هادريان إمبراطور روما في الفترة (١١٧م – ١٣٨م) وقام بسحب الجيش الروماني من بابل.

الصورة من موسوعة ويكيبيديا

وعندما قاد شمعون بن كوسبا تمرداً مفتوحاً ضد الرومان في أرض إسرائيل هرب تلاميذ الحاخام إشماعيل إلى بابل وأصبحوا معلمين ليهود بابل. وقد تتلمذ كثير من الحاخامين من أصل بابليٍّ على أيديهم وقد نزع منهم في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي، ومنهم الحاخامون: أحاي بن يوشيا، إيسي بن يهوذا، حِيَّا الكبير، أبا أريكا، أبا بن أبا (أبو صموئيل)، لاوي بن سيسي.

عيد رأس السنة اليهودية

عيد رأس السنة اليهودية
تبدأ السنة العبرية في شهر تشري اليهودي خلال فصل الخريف، وهو الشهر الذي يحتوي على العديد من الأعياد. يحل عيد أول السنة في بداية الشهر، وأشيرَ إليه في التوراة كيوم جَلبة (العدد ٢٩ :١ ترجمة التاج) أو ﴿تذكار هتاف البوق﴾ (اللاويين ٢٣: ٢٤ ترجمة سميث). الاسم الثاني المذكور في سفر اللاويين استناداً إلى التلمود الأورشليمي (عن الحاخامين، الحاخام كاهانا والحاخام لوي في “رأس السنة” ٥٩ب). ووفقاً لترجمة الحاخام سعيد الفيومي في كتاب التاج هو ﴿يوم تَبْوِيقِ جلبةٍ﴾ بمعنى “دق القرن”. وبالتالي يعتبر النفخ في البوق من أبرز المظاهر في طقوس هذا العيد. وهذه التقاليد واجبة في التلمود (المِشنا “رأس السنة” ٤: ٩) ومن الضرورة أن يسمع جميع المصلين ثلاثة أصوات مختلفة من البوق ثلاث مرات.


وقد كتب الحاخام موسى بن ميمون في «كتاب التثنية» سبب النفخ في البوق في هذا العيد ما يلي:
«وبالرغم من أن نفخ البوق من أوامر التوراة ولكننا نجد رمزاً فيه. وكأنه يصرخ: “استيقظوا! استيقظوا! أيها النائمون من نومكم. استيقظوا أيها النائمون من إغفاءتكم! اُذكروا الخالق الذي خلقكم وافتكروا أفعالكم وتوبوا إلى رب العالمين!”» (كتاب التثنية باب العِلم من شرائع التوبة ٣: ٤) 
إن الغاية والهدف النبيل السامي في هذا العيد هو أن يترك الإنسان الخطايا والطريق غير الصحيح وأن يعود إلى الله تعالى بكل قلبه ويعاهده أن يسلك الطريق المستقيم وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وأن يحفظ جميع وصايا الله لينعم بحياة سعيدة وسلام مع أخوانه في الإنسانية وأن تكون سنة مباركة مليئة بالسلام والبركة والنجاح بالأعمال ودوام الصحة والعافية للبشرية جمعاء. 
في فترة التلمود أشارت التقاليد اليهودية في بابل بأن يحتوي الطعام في ليلتي عيد رأس السنة، أطعمة ذات مدلول خاص مثل التمر (وهو رمز للأمل في سنة طيبة قادمة) والقرع، واللوبيا، والبصل الأخضر، والسلق. هذه العادة ليست واجبة (التلمود البابلي “كاريتوت” ٦أ).

كما توجد صلاة خاصة ليوم رأس السنة للأطلاع يرجى الضغط هنا

صلاة عيد رأس السنة

صلاة عيد رأس السنة
الصلاة الخاصة لهذا اليوم لها ثلاثة مبادئ هامة في الديانة اليهودية التي يدعوها الحاخام سعيد الفيومي في كتابه «جامع الصلوات والتسابيح» الذي كُتب بالعربية، بــ«مُلْك الله جل وعز»، وهذه الصلاة مؤلفة من تسعة أقسام رئيسية أي تسع بركات. تتضمن الأقسام الثلاثة الأولى والأخيرة الست البركات الموجودة في الصلاة اليومية، وبين هذين القسمين نجد البركات الثلاث الخاصة بهذا العيد وهي: 
«مُلك» قبول الله تعالى كملك للعالم.
«ذكريات» الاعتراف بأن الله تعالى يعطي الثواب للصالحين ويعاقب الشريرين.
«قرون» الاعتراف بأن الله تعالى أنزل التوراة على جبل سيناء.
وقد فسر الحاخام أبا من مدينة قرطاج في شمال أفريقيا السبب لهذه الأقسام التسعة التي تشكل صلاة عيد رأس السنة (التلمود الأورشليمي “تعنيوت” أو “صيام” ٦٤د). فحسب الحاخام أبا، ترمز الأقسام التسعة إلى صلاة السيدة حنة أم صموئيل النبي عليه السلام، لأن حنة ذكرت اسم المولى تعالى في صلاتها تسع مرات (صموئيل ألأول ٢: ١-١٠). في هذا العيد المتعلق بالتوبة وبالصلاة تُتلى صلاة حنة في الكنيس ومن بعدها تذكر التسع بركات كما جاء في التلمود البابلي (“مغيلّا” أو “مجلة” ٣١أ). 
نتعلم من صلاة حنة بعض الدروس القيمة بالنسبة للصلاة. أولاً، يجب أن يصلى الشخص في قلبه (التلمود البابلي “تعنيوت ٢أ”) كما وجدنا في صلاة حنة ﴿فَإِنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تُصَلِّي فِي قَلْبِهَا﴾ (صموئيل ألأول ١: ١٣ ترجمة كتاب الحياة). ثانياً على المصلي أن يرمي بنفسه الى المولى تعالى وتكون صلاته متحمسة وجدّية كما قالت حنة عن نفسها ﴿أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ﴾ (صموئيل ألأول ١: ١٥ ترجمة كتاب الحياة). إن الصلاة تريح نفس صاحبها تجاه خالقه كما نجد ذلك عند حنة بعد صلاتها بالقول ﴿وَلَمْ تَعُدْ أَمَارَاتُ الْحُزْنِ تَكْسُو وَجْهُهَا﴾ (صموئيل ألأول ١: ١٨ ترجمة كتاب الحياة). وكذلك قال الحاخام شمعون بن لاقِّيش من الذي يريد أن يطهر نفسه فيؤده الرب (التلمود البابلي “صوم يوم الغفران” ٣٨ب).

المغني سليمان موقعة

سليمان موقعة
ولد المغني والملحن سليمان موقعة عام ١٩٣٠م في مدينة رداع في اليمن.ذهب إلى عدن ودرس هناك العزف على العود عند بلوغه الثلاثة عشر سنة من عمره . عندما أصبح سبعة عشر سنة أختار أن يترك اليمن والذهاب إلى الأراض المقدسة حيث كانت تلك الفترة (الأربعينيات من القرن العشرين)فترة هاجر فيها الالف من يهود اليمن إلى إسرائيل.

سكن سليمان موقعة في أورشليم القدس وبدأ بكتابة اللحن والأغاني عن حياة اليمنيين آنذاك، كوصول اليمنين إلى إسرائيل بعد تأسيس البلد عام ١٩٤٩م وعن المشاكل ألتي واجهت اليهود اليمنيين. لحن أكثر من ستين أغنية، معظمها بالعربية والعبرية بلهجة اليمنية، وكثير منها معروفة ومحببة عند يهود اليمن في كل أنحاء العالم حتى يومنا هذا.
عندما سمع سليمان موقعة عن قتل الإمام يحيى حميد الدين في صنعاء (بعض شهور من وصله إلى إسرائيل) ألف قصيدة عن حياته و تخليداً له و غنى له ( الاغنية موجودة في قائمة الاغاني في الاسفل).
للأسف الشديد،اصابه مرض شديد في العشر سنوات الأخيرة من حياته اقعده في سريره بعد حادث تعرض له. و توفى رحمه الله عام ١٩٨٤م.ِ

بعض من اغانيه المشهورة:

يهود اليمن

يهود اليمن

معظم يهود اليمن يعيشون اليوم في إسرائيل وأصبحت مأكولاتهم الخاصة وثقافتهم جزئاً لا يتجزأ من الهوية الإسرائيلية بعد قصص اليمة مروا بها عند قدومهم لأسرائيل. العديد من اليهود اليمنيين تبني عادات بلاد الشام في الصلاة و الدين.
لاحظ العلماء الكبار في التلمود واللغات مثل الحاخام يوسف داود القافح والحاخام شاؤول ليبرمان الحاخام مردوخاي سباتو بأن يهود اليمن حافظوا على مخطوطات التلمود أكثر من بقية اليهود ونسختهم أصيلة. و كذلك حافظوا على مجموعات أخرى من  الفنون الأدبية المخطوطة سواء بالعربية، العبرية او الآرامية.و وفقاً أيضا للباحث سليمان موراغ حافظ المجتمع اليمني على القراءة الآرامية البابلية كما كانت في بابل خلال فترة العباسية عند الحاخامات الغيؤونيم. وكذلك حافظ يهود اليمن على النطق البابلي والترجمات الآرامية للكتاب المقدس العبري.لذلك توجب الاتجاه لرؤية أصالة التراث اليمني والحفاظ عليه.

يهود اليمن هم دليل على قوة الخير الموجود في داخل الروح البشرية. على الرغم من معاناة لا تنتهي، في إسرائيل و حارج إسرائيل اليهود اليمنيين لم يفقدوا الأمل في الخلاص، وبقيوا معاً. لم تتجزأ مجتمعاتهم. ولا يزال حتى يومنا هذا جزء حيويا من الشعب اليمني يستذكر و يرفض نسيان مساهمت اليهود اليمن فيه وتاريخهم الطويل.

بعض من اليهود اليمنين:

المغني سليمان موقعه