أرشيف الوسم: قرطاج

صلاة عيد رأس السنة

صلاة عيد رأس السنة
الصلاة الخاصة لهذا اليوم لها ثلاثة مبادئ هامة في الديانة اليهودية التي يدعوها الحاخام سعيد الفيومي في كتابه «جامع الصلوات والتسابيح» الذي كُتب بالعربية، بــ«مُلْك الله جل وعز»، وهذه الصلاة مؤلفة من تسعة أقسام رئيسية أي تسع بركات. تتضمن الأقسام الثلاثة الأولى والأخيرة الست البركات الموجودة في الصلاة اليومية، وبين هذين القسمين نجد البركات الثلاث الخاصة بهذا العيد وهي: 
«مُلك» قبول الله تعالى كملك للعالم.
«ذكريات» الاعتراف بأن الله تعالى يعطي الثواب للصالحين ويعاقب الشريرين.
«قرون» الاعتراف بأن الله تعالى أنزل التوراة على جبل سيناء.
وقد فسر الحاخام أبا من مدينة قرطاج في شمال أفريقيا السبب لهذه الأقسام التسعة التي تشكل صلاة عيد رأس السنة (التلمود الأورشليمي “تعنيوت” أو “صيام” ٦٤د). فحسب الحاخام أبا، ترمز الأقسام التسعة إلى صلاة السيدة حنة أم صموئيل النبي عليه السلام، لأن حنة ذكرت اسم المولى تعالى في صلاتها تسع مرات (صموئيل ألأول ٢: ١-١٠). في هذا العيد المتعلق بالتوبة وبالصلاة تُتلى صلاة حنة في الكنيس ومن بعدها تذكر التسع بركات كما جاء في التلمود البابلي (“مغيلّا” أو “مجلة” ٣١أ). 
نتعلم من صلاة حنة بعض الدروس القيمة بالنسبة للصلاة. أولاً، يجب أن يصلى الشخص في قلبه (التلمود البابلي “تعنيوت ٢أ”) كما وجدنا في صلاة حنة ﴿فَإِنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تُصَلِّي فِي قَلْبِهَا﴾ (صموئيل ألأول ١: ١٣ ترجمة كتاب الحياة). ثانياً على المصلي أن يرمي بنفسه الى المولى تعالى وتكون صلاته متحمسة وجدّية كما قالت حنة عن نفسها ﴿أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ﴾ (صموئيل ألأول ١: ١٥ ترجمة كتاب الحياة). إن الصلاة تريح نفس صاحبها تجاه خالقه كما نجد ذلك عند حنة بعد صلاتها بالقول ﴿وَلَمْ تَعُدْ أَمَارَاتُ الْحُزْنِ تَكْسُو وَجْهُهَا﴾ (صموئيل ألأول ١: ١٨ ترجمة كتاب الحياة). وكذلك قال الحاخام شمعون بن لاقِّيش من الذي يريد أن يطهر نفسه فيؤده الرب (التلمود البابلي “صوم يوم الغفران” ٣٨ب).