أرشيف الوسم: عبري

النجمة السداسية

النجمة السداسية

سوسنة

تُعرف هذه النجمة بنجمة داوُد وتسمى أيضا «خاتم سُلَيْمَان» ويُطلق عليها باللغة العبرية «مغن داويد» ومعناه درع الملك داوُد، وهو المولى تعالى فقط، فلا يوجد حامي غيره عن البشر. لا يوجد أي ارتباط بينها و بين السحر والشعوذة فهذا حرام في اليهودية. تعتبر النجمة السداسية اليوم واحدة من أهمِّ رموز الشعب اليهودي. ولكن لم نجد لها قبل القرون الوسطى دليلاً يربطها باليهود وثقافتهم.
اختارت الحركة الصهيونية عام ١٨٧٩م النجمة السداسية رمزاً لها، كما اقترح ثيؤدور هرتسل في أول مؤتمر صهيوني عُقد في مدينة بال أن تكون هذه النجمة رمزًا للحركة الصهيونية آنذاك ورمزاً للدولة اليهودية مستقبلا.
تؤكدُ نظرية الباحث أوري أوفير أن مصدر النجمة السداسية مأخوذ من الشمعدان (المنارة) [كتابه «الرمز» بالعبرية «هاسِّمِل»]. لأن تحت كل مشكاة الشمعدان كانت هناك صورة للزهرة أو البرعم وفقا للتلمود (المِشنا «أوعية» أو “كيليم” ١١: ٧) استنادا إلى ما قيل في سفر الخروج (٢٥: ٣١-٣٤ ترجمة كتاب الحياة):
﴿وَاخْرِطْ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَتَكُونَ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. ٣٢وَتَتَشَعَّبُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاَثَةُ أَفْرُعٍ، ٣٣فِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاَثُ كَاسَاتٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ، وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. ٣٤وَيَكُونُ عَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةِ الشَّكْلِ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا﴾، ولكن وجدنا في ترجمة التوراة إلى اللغة الآرامية كلمة «شوشنيا» (שושנייה ) بدلا من ﴿ופרח﴾ بالمعنى ﴿وَزَهْرٍ﴾ (الخروج ٢٥: ٣٣). وكذلك في الترجمة السبعونية باللغة اليُونَانية τό κρίνον. وتشير هاتين الترجمتين إلى الزنبق أوْ السوسن باللغة العربية (الاسم العلمي: Lilium candidum) التي لها أوراق سداسية.

وقد وجدنا في ترجمة التوراة للحاخام سعيد الفيومي باللغة العربية (كتاب التاج) التي تعود إلى ألف سنة مضت، شيئا مطابقا للترجمة الآرامية والترجمة السبعونية. فهناك كلمة «سوسنة» بدلا من ﴿زَهْرٍ﴾ (الخروج ٢٥: ٣٣ ترجمة كتاب الحياة) وكذلك (الخروج ٢٥: ٣١ و٣٤) «وسواسنها» بدلاً من ﴿ופרחיה﴾ بالمعنى ﴿وَأَزْهَارِهَا﴾.

النجمة التي استخدمها النازيين لتمييز اليهود

 وهذا دليل على أن كلمة ﴿ופרח﴾ ﴿وَزَهْرٍ﴾ المذكورة في التوراة هي زهرة السوسن.كما أن النسخة الكاملة الأقدم للكتاب المقدس العبري في سانت بطرسبرغ، والتي ترجع إلى عام 1010م مزينة بنجمة داود.

و للأسف تم استعمال نجمة داود من قبل الحركة النازية الشريرة أثناء الهولوكوست حيث تم إجبار اليهود على وضع شارة صفراء على شكل نجمة داود على ملابسهم بغية التعرف على اليهود.

 

النبي أيوب عليه السلام

النبي أيوب عليه السلام

سفر أيوب في الكتاب المقدس العبري يتمحور حول أسباب المعاناة في الحياة. يحتوي على سؤالاً يسأله كل البشر في مرحلة ما في حياتهم: «لماذا تحصل الأمور السيئة للناس الجيدين؟» لا يحتوي السفر على إجابة واضحة على هذا السؤال. بل يعلمنا أن ليس كل شرير يعيش في هذه الدنيا يحصل على جزاءه العادل وليس كل صالح يعيش حياة سعيدة رغيدة حسب قانون معين وإنما كل شيء بيد الخالق تعالى.

كان النبي أيوب رجلاَ غنياَ عاش في أرض عوص وكان محسناً، يخاف رب العالمين، مستقيماً يتقي الله ويبتعد عن الشر. ألمت به فجأة أحداث بشعة، قُتل اولاده العشرة، خسر كل ثروته، وأصيب بمرض جلدي خطير عانى منه كثيراً. طلبت منه زوجته أن يكفر بالخالق ليتخلص من الآلام التي أصابته وتهكم عليها قالاً أنه على استعداد لقبول أي شيء من الله تعالى بل وشكره على نعمه وفضائله، علينا أن نتقبل الأمور السيئة بصدر رحب كما نتقبل الأمور الجيدة.
كرهه ثلاثة من أصدقائه وكان كل واحد منهم يعطي رأيه حول مرض أيوب وكانوا يصفونه بالكافر المبتعد عن الطريق المستقيم وما يجري له هو جزاؤه العادل. ولكن أيوب بصبره الطويل وتعلقه بالخالق تعالى شُفي تماماً وردّ الله عز وجل له أضعافاً مضاعفة من الخيرات وبيّن له بأن آراء أصدقائه كانت خاطئة.

أصحاب أيوب الذين عادوه هم أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفَر النعماتي، وكان هناك صاحب وقف في صفّ أيوب ضد أصدقائه الثلاثة اسمه إليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام. وهو الصديق الوحيد الذي كان مخلصاً وفقاُ لما جاء عند بعض المفسرين (مثل الحاخام موسى بن ميمون في كتابه دلالة الحائرين ٣: ٢٣) ولذلك لم يوبخه الله كما وبخ هؤلاء الثلاثة.

نفهم من كتاب أيوب أن الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يُدرك طُرق الله في تسيير أمور الناس  وعلى الإنسان أن يكون صادقاً ولا يسلك إلا الطريق المستقيم.      

علماً أنه جاء في التلمود أن كتاب أيوب هو قصة خيالية و ليست قصة تاريخية هدفها ارشادنا الى الطريق الصحيح و مساعدتنا على فهم الحياة اكثر (التلمود البابلي “بابا بثرا” ١٥أ)