أرشيف الوسم: تلموذ

الهدف من الصلاة

الهدف من الصلاة
إن الصلاة عبارة عن طريقة للتقرب من الله تعالى وشكره والتوسل إليه ليؤمن لنا ولكل البشرية حياتناً سعيدة. لذلك، وجب على المصلين أن يقفوا بخشوع أمامه تعالى. وللوصول لمحبة الله والتقرب إليه على المصلين أن يكونوا متواضعين بعيدين عن الكبرياء والغرور بالنفس واعتبار جميع البشر متساوين. تؤدي المحبة للسلام و الذي هو يعتبر بركة عظيمة ينعم الله تعالى، فيها على الإنسان. وقال المشرعون، حكماء المشنا (زاوية أو «فيآة» ١: ١)، «إن التوفيق بين الإنسان ورفيقه، وبين الرجل وزوجته، هو من الأعمال الذي يؤكل ثمرها في هذه الدنيا، والأساس باقٍ للآخرة»
جاء في الكتاب المقدس العبري: لا يريد الله تعالى موت الظالم إنما عودته إلى الطريق المستقيم ليحيى، وقال: «عودوا إلى التوبة واحيوا». والغفران بعد التوبة هو من نعمه تعالى حيث منطقياً وعلمياً يجب على الآثم أن ينال عقابه، إنما الله عز وجل برحماته يغفر له، إذا هو ندم على ذنوبه وتاب. كذلك نجد قوله تعالى (حزقيال ١٨: ٢١ – ٢٣ ترجمة كتاب الحياة(:

﴿وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ. أَحَقّاً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلَيْسَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ الآثِمَةِ فَيَحْيَا؟﴾
إن الرأفة بالإنسان ومشاركته أفراحه وأحزانه هي صفات نبيلة يجب أن تكون هدفاً مثالياً في أذهان المصلين توجد قصة في التلموذ البابلي عن هذا الموضوع للأطلاع عليها يرجى الضغط هنا.
يجب أن تكون الأديان كلها أداة في الكفاح ضد العنصرية والتعصب، و للأسف يمكن أن تصبح الاديان كذلك مصدراً للضرر إذا اُستخدمت للتحريض على الكراهية.

و للاطلاع على مراحل تطور الصلاة اليهودية و شرائعها يرجى التفضل من هنا.

النبي أيوب عليه السلام

النبي أيوب عليه السلام

سفر أيوب في الكتاب المقدس العبري يتمحور حول أسباب المعاناة في الحياة. يحتوي على سؤالاً يسأله كل البشر في مرحلة ما في حياتهم: «لماذا تحصل الأمور السيئة للناس الجيدين؟» لا يحتوي السفر على إجابة واضحة على هذا السؤال. بل يعلمنا أن ليس كل شرير يعيش في هذه الدنيا يحصل على جزاءه العادل وليس كل صالح يعيش حياة سعيدة رغيدة حسب قانون معين وإنما كل شيء بيد الخالق تعالى.

كان النبي أيوب رجلاَ غنياَ عاش في أرض عوص وكان محسناً، يخاف رب العالمين، مستقيماً يتقي الله ويبتعد عن الشر. ألمت به فجأة أحداث بشعة، قُتل اولاده العشرة، خسر كل ثروته، وأصيب بمرض جلدي خطير عانى منه كثيراً. طلبت منه زوجته أن يكفر بالخالق ليتخلص من الآلام التي أصابته وتهكم عليها قالاً أنه على استعداد لقبول أي شيء من الله تعالى بل وشكره على نعمه وفضائله، علينا أن نتقبل الأمور السيئة بصدر رحب كما نتقبل الأمور الجيدة.
كرهه ثلاثة من أصدقائه وكان كل واحد منهم يعطي رأيه حول مرض أيوب وكانوا يصفونه بالكافر المبتعد عن الطريق المستقيم وما يجري له هو جزاؤه العادل. ولكن أيوب بصبره الطويل وتعلقه بالخالق تعالى شُفي تماماً وردّ الله عز وجل له أضعافاً مضاعفة من الخيرات وبيّن له بأن آراء أصدقائه كانت خاطئة.

أصحاب أيوب الذين عادوه هم أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفَر النعماتي، وكان هناك صاحب وقف في صفّ أيوب ضد أصدقائه الثلاثة اسمه إليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام. وهو الصديق الوحيد الذي كان مخلصاً وفقاُ لما جاء عند بعض المفسرين (مثل الحاخام موسى بن ميمون في كتابه دلالة الحائرين ٣: ٢٣) ولذلك لم يوبخه الله كما وبخ هؤلاء الثلاثة.

نفهم من كتاب أيوب أن الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يُدرك طُرق الله في تسيير أمور الناس  وعلى الإنسان أن يكون صادقاً ولا يسلك إلا الطريق المستقيم.      

علماً أنه جاء في التلمود أن كتاب أيوب هو قصة خيالية و ليست قصة تاريخية هدفها ارشادنا الى الطريق الصحيح و مساعدتنا على فهم الحياة اكثر (التلمود البابلي “بابا بثرا” ١٥أ) 

طوائف الشعب اليهودي

طوائف الشعب اليهودي

اليهود في جميع أنحاء العالم هم طائفة واحدة يؤمنون بالله الواحد وبالتوراة التي أنزلت على سيدنا موسى كليم الله.  قبل تدمير البيت المقدس الثاني كان يوجد أربع وعشرون طائفة في أرض إسرائيل (التلمود الأورشليمي “سنهدرين” ٢٩ج من أقوال الحاخام يوحنان) ومنهم الفريسيون والصدوقيون والسامريون أيضاً. ولكن لا يوجد فريسيين وصدوقيين اليوم.

بعد تأليف كتابي التلمود انقسم اليهود لقسمين. اتبع أهل الشام من اليهود التلمود الأورشليمي أمّا يهود أهل العراق فاتبعوا التلمود البابلي وكلا التلموذان لهما جوهر واحد وهو المِشنا.  في القرن الثامن بعد الميلاد نشأت فرقة القرائين من اليهود و قرروا الاعتماد على الكتاب المقدس العبري دون الرجوع إلى التوراة الشفهية وتفاسير وشروح وتعليمات الحاخامين عن التوراة.  واتخذوا تقويماً قمرياً يختلف نسبياً عن التقويم القمري اليهودي.  

لم يتخلّ اليهود عن القرائين[١] او يكفروهم واستمرّوا بتزويج أبنائهم وبناتهم لبعضهم بعضاً. لا نجد فرقاً كبيراً بين اليهود والقرائين فهم يقدّسون يوم السبت ولا يتناولون الأطعمة المحرمة ويحفظون جميع وصايا التوراة المكتوبة. ومنذ التاريخ كتب القرؤون تفاسير باللغة العربية عن التوراة وقواعد اللغة العبرية. يعيش الكثير من القرائين اليوم في أرض إسرائيل ولهم مركز ديني في مدينة الرملة.
في القرون الوسطى سُمي اليهود الذين يعيشون في أوروبا المسيحية وخاصة في ألمانيا «اليهود الأشكنازيم» وسُمي اليهود الذين يعيشون في أسبانيا «اليهود السفاراديم» بالمعنى يهود الأندلس.  وقد عاش اليهود الذين جاؤوا من بلاد الأندلس بعد تهجيرهم من أسبانيا المسيحية عام ١٤٩٢م مع أخواتهم اليهود الذين كانوا يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط زمن العثمانيين واختلطوا فيما بينهم، وأطلق عليهم جميعاً اسم «اليهود السفاراديم», ما عدا يهود اليمن ويهود إثيوبيا ليست لهم علاقة مع المهجرين من أسبانيا ولا يطلق عليهم تسمية«اليهود السفاراديم».

في بداية القرن الثامن عشر استقر إسرائيل بن إليعزر مؤسس حركة الحسيدية في أوكرانيا التي ما زالت حتى يومنا هذا.  لليهود «الحاسيديم» مذهب خاص بهم، وهم ينتمون لليهود الأشكنازيم.  وفي بداية القرن التاسع عشر نشأت الفرقة الإصلاحية في ألمانيا وانتشرت في غربي أوروبا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة.  يؤمن الإصلاحيون بوحدانية الله وبأنهم من اليهود ولكنهم ابتعدوا عن قسم من الطقوس والتقاليد اليهودية. وقد قام اليهود المتدينون في أوروبا والذين يُطلق عليهم «الأرثوذكسيون» بالرد عليهم بوجوب العودة إلى التوراة والدين اليهودي المتوارث عن الأجداد والآباء.  وقد حدث ذلك الاختلاف في أوروبا فقط، ولم تنتقل آثاره إلى منطقة الشرق وشمال إفريقيا.

يؤمن اليهود جميعاً بما قال الحاخام هيلل (التلمود البابلي “سبت” ٣١ب) بأن الأخلاق الجيدة والعيش بسلام مع الآخرين من أهم وصايا التوراة والحمد لله.

—–

[١]قد اكتشفت مخطوطات عهد الزواج التي تشهد على ذلك.  مثلاً كُتب عهد الزواج في مدينة صور في بداية القرن الحادي عشر الميلادي واكتشف في الفسطاط (القاهرة القديمة) في إحدى الكنس المسمى «كنيس ابن عزرا». فيها نجد رجلا عريساً تبع التوراة الشفهية والعروس كانت من أهل القرائين. وطُبعت هذه المخطوطة في كتاب الباحث موردوخاي عاقيبا فريدمان «الزواج اليهودي في فلسطين» (أورشليم، ١٩٨١م باللغة الإنكليزية) المجلد الثاني صفحة ٢٨٧- ٣٠١  Antonin 637r,v

السامريون

السامريون

هم شعب قديم جداً واُتخذت إجراءات كثيرة مؤسفة بحقهم عبر التاريخ في الشرق الأوسط. إن السامريين يؤمنون بالله الواحد وبالتوراة المكتوبة ويحفظون يوم السبت. ولهم تقويم قمري خاص بهم يتخلف عن التقويم اليهودي الذي وضعه الحاخامات، ويوجد شيء من الاختلاف بين التوراة السامرية والتوراة اليهودية .  

نورد فقرتين عن أصل السامريين. كان الملك الأشوري يهجّر الأسباط العشرة الذين عاشوا في شمالي أرض إسرائيل عام 721 ق.م.  ووضع بدلاً منهم شعوباً أخرى أتت من بابل إلى هذه الأرض وقيل: (الملك الثاني الفصل السابع عشر أية 24) «وَنَقَلَ مَلِكُ أَشُّورَ أَقْوَاماً مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ مُدُنَ السَّامِرَةِ مَحَلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَى السَّامِرَةِ وَأَقَامُوا فِي مُدُنِهَا» وكوث (أو كوت) هم السامريون.  هكذا جاء ذكرهم في الكتاب المقدس وفقاً للحاخام يوحانان (التلمود الأورشليمي “جيطّين” أو “غيطين” 43أ).
ولكن يدعي السامريين إن أصلَهم ينحدر من الأسباط العشرة الذين عاشوا في شمالي أرض إسرائيل.  ويدعم ذلك ما جاء في كتاب المِدراش القديم (مِدراش تكوين الكبير 46: 13).  قال الحاخام مِيئِير الذي عاش في القرن الثاني بعد الميلاد إلى احد السامريين بأنهم يعودون بنسبهم إلى أحد أَبناء يَسَّاكَرَ بن يعقوب، شِمرون، وهم  السامريون (شومرون بالعبرية).

نجد السامريين في فترة نحميا (حوالي 445 قبل الميلاد) عندما عاد اليهود إلى أرض إسرائيل من بابل وبنوا البيت المقدس (الهيكل) في أورشليم. عارض سَنْبَلَّط الحوروني (نحميا 2: 10) قائد السامريين آنذاك بناء الأسوار حول أورشليم الذي بدأ بها اليهود مع نحميا. عرف نحميا بأن سبب معارضة سنبلط وأصحابه كان سياسياً وليس دينياً، وقال لهم: «إِلَهُ السَّمَاءِ يُكَلِّلُ عَمَلَنَا بِالنَّجَاحِ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ نَصِيبَ لَكُمْ وَلاَ حَقَّ وَلاَ ذِكْرَ فِي أُورُشَلِيمَ» (نحميا 2: 20). كما يذكر نحميا أن أحد أبناء الكاهن الكبير في أورشليم قد تزوج إحدى بنات سنبلط (نحميا 13: 28).

ذكر المؤرخ اليهودي يوسف بن متاثيا الكاهن (Ιώσηπος) في كتابه «تأريخ اليهود» (11: 302 – 325، 340 – 345): عندما تزوج منسَّى أخو الكاهن الكبير اليهودي بنت سنبلط الثالث هجّره الكهنة من أورشليم.

قرر نائب السامريين سنبلط الثالث بناء الهيكل الكبير في شكيم (نابلس) على جبل جرِزيم عام 332 ق.م. بعد ذلك أصبح منسَّى الكاهن الكبير في شكيم، وبعد ذلك في السنة نفسها تمرّد السامريون على الحكم اليوناني. لكن لا يذكر أي شيء عن هذا التمرد في أي من كُتب السامريين.

في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد قاتل القائد اليهودي من الأسرة الحشمونيه يوحانان هوركانوس السامريين ودمّر هيكلهم في الجبل جرِزيم («تأريخ اليهود» 13: 254 وكذلك  «حروب اليهود» 1: 62 من تأليف يوسف بن متاثيا أيضاً).[1] لكن بعد تدمير البيت المقدس في أورشليم عام 70م استمر الكهنة السامريون بتقريب القرابين وخاصةً قربان الفصح في شكيم.  وما زالت هذه العادة تتم على جبل جرزيم حتى يومنا هذا.

نجد في فترة المِشنا (القرن الأول والثاني بعد الميلاد) خلافاً عند الحاخامين عن السامريين. وفقاً للحاخام إشماعيل السامريون ليسوا من اليهود وهم طائفة أخرى.  ولكن الحاخام عاقيبا (التلمود البابلي “قيدّوشين” 75ب) يرى أن السامريون كانوا يهوداً.[2] لأنهم منذ القرون القديمة اندمجوا مع بني إسرائيل الذين لم يتركوا الجليل (شمالي أرض إسرائيل) ومع اليهود في يهوذا (جنوب أرض إسرائيل).  ويقول الحاخام شمعون بن غملائيل «السامريون كمثل اليهود في كل الأمور» (التلمود الأورشليمي “بركات” 11ب). وأكثر من ذلك قال أبوه، الحاخام غملائيل الثاني، الذي عاش في نهاية القرن الأول بعد الميلاد، إن السامريين حفظوا بعض وصايا التوراة بصورة دقيقة وسليمة أكثر من اليهود نفسهم (كتاب التوسيفتا “فِساحيم” أو “فصح” 2: 3).

في نهاية القرن الثالث الميلادي عاش الحاخام أباهو في مدينة قيصرية التي كان معظم مواطنيها من السامريين.[3] واكتشفَ بأن كثيراً من السامريين لا يحفظون وصايا التوراة، لهذا السبب اجتمعت المحكمة العليا في الجليل وقرر أعضاؤها بأن السامريين ليسوا من اليهود (التلمود البابلي “حولّين” 6أ).

خلال فترة الرومان وفترة الإسلام عاش السامريون مع اليهود في أرض إسرائيل ومصر وسوريا وكانوا يحبون وطنهم ويتكلمون اللغة العربية ولهم ثقافتهم وأدبهم الخاص. أثناء الحكم البيزنطي وفي بداية القرن الرابع عشر الميلادي أثناء الحكم المملوكي وأثناء الحكم العثماني اُضطهد السامريون وعانوا كثيراً ولم يبق منهم في بداية القرن العشرين إلا مئتي شخص تقريباً.

ساعد إسحق بن صِبي وهو يهودي من أوكرانيا الأخوة السامريين وكان السامري إبراهيم صَدْقَة من مدينة يافا من اعز اصدقائه.  أسست دولة إسرائيل كنيساً للسامريين في مدينة حولون عام 1963م، ويعيش السامريون اليوم في أرض إسرائيل وخاصة في مدينة شكيم، ويبلغ عددهم أكثر من خمسمئة شخص.

إن اليهود والسامريين ينتمون إلى أصل واحد وبالتالي لا يوجد عداء بين اليهود وبين والأخوة السامريين اليوم أبداً. وأن شاء الله يعم السلام كذلك بين اليهود و العرب في المستقبل القريب.

—–

*ملاحظة: آيات الكتاب المقدس في هذه المقالة من ترجمة «كتاب الحياة»

[1] كان هذا اليوم يوماً حزيناً وهو يوم الحادي والعشرين من الشهر التاسع حسب «مجلّة الصيام» أو “مغيلات تعْنيت” بالعبرية (كُتب في بداية القرن الأول بعد الميلاد).  ولكن وفقاً للتفسير القديم بمجلة الصيام الموجودة في التلمود البابلي أيضاً (“كيفّوريم” أو “صوم يوم غفران” 69أ) دُمِّر الهيكل السامري في أيام ألكسندر المقدوني (330 قبل الميلاد تقريباً). أما بالرجوع إلى المصادر التاريخية سيكون من الصعب ان يعقل حدوث هذه الحادثة فترة ألكسندر إلا في أيام يوحانان هوركانوس الأول (134-104 ق.م.).

[2] في المِشنا أيضاً كانت عادات السامريين واليهود واحدة آنذاك (“نِداريم” 3: 10).  ورأي الحاخام ميئير كمعلمه الحاخام عاقيبا أيضاً (التلمود البابلي “بابا قامّا ٣٨ب “نيدّا” 56ب)

[3] من أقوال الحاخام المرحوم شاؤول (ساول) ليبِرمان «شهداء قيصيرية». هذه المقالة مطبوعة في الكتاب السابع من: 1939-1944م، صفحة 409

Annuarire de l’institut de philologie et d’histoire orientales et slaves

قصة قمصة وابن قمصة(خراب البيت المقدس الثاني)

قصة قمصة وابن قمصة من التلمود البابلي

تعرض البيت المقدس لدمار آخر ولكن هذه المرة حصل الدمار بسبب خطيئة عدم المحبة والبغض بين أبناء شعب البيت المقدس. وجاء في التلمود البابلي (جيطّين ٥٥ب)، أن هذا الخراب حصل بسبب الحقد الحاصل مِن أحد الرجال الأثرياء في أورشليم لرجلٍ يسمى ابن قمصة والرغبة بالانتقام لدى ابن قمصة ورفضهما مبدأ المسامحة.

كان رجل له صديق اسمه قمصة، وعدو يُدعى ابن قمصة، قام الرجل بعمل وليمة، وقال لخادمه، «أدعوا لي قمصة، رجاءً.» فذهب ودعى ابن قمصة. حضر ابن قمصة إلى الوليمة وجلس بين المدعوين ولما رأه المضيف صاحب الوليمة قال له:

«ماذا تفعل هنا؟»

قال له: «بما إنني جئت، لا تخجلني وتطردني، وسوف أذفع لك ثمن ما آكل وأشرب.»

قال له: «لا، أخرج!»

قال له: «سأدفع لك نصف قيمة الوليمة ولا تطردني.»

قال له: «لا، أخرج بسرعة!»

قال له: «سوف أدفع لك كل تكاليف الوليمة، وأرجوك، فقط لا تخجلني.»
قال له: «لا، أخرج فورًا!» وأخذه بيده وطرده.

استغرب ابن قمصة من تصرف الحاخامات الموجودين في الوليمة هذه، إذ أنهم اكتفوا بالسكوت، بمعنى أنهم يوافقون على تصرف صاحب الوليمة. قال ابن قمصة لنفسه: «سأنتقم منهم وسأذهب إلى الإمبراطور الروماني وأوشي عليهم.» (حيث كانت البلاد تحت الانتداب الروماني) فذهب إلى القيصر وقال له: «يا ساعدة الملك، إن اليهود تمردوا عليك.»

قال له القيصر: «هل لديك برهاناً؟»

قال له: «ارسل لهم قرباناً وسوف ترى أنهم لن يقدموه للمذبح.»

فأرسل لهم معه عجلاً وفي الطريق عمل ابن قمصة في قشرة عين العجل عيباً، في محل يعتبر حسب شريعة التوراة عيباً، ولا يعتبر عيباً وفقاً لقوانين الأوثان الرومانية.

فقال بعض الحاخامات لنقدمه للمذبح ترضية للقيصر.

رد عليهم الحاخام زكريا (ذكريا) بن أبقيلوس: «غداً سوف يقولون أن الكهنة يقدمون القرابين ذات العيوب  للمذبح!»

فقال بعضهم: «لنقتل ابن قمصة على عمله هذا، ولن يعرف القيصر إننا لم نقدم قربانه للمذبح.»

رد عليهم الحاخام ابن أبقيلوس «غداً سوف يسئلون: هل يحكم بالإعدام على من يعمل عيباً في القربان؟»

قال الحاخامات، رحمهم الله، في التلمود: إن البغض وعدم المحبة وعدم المسامحة إضافةً لذلك تردد الزعماء بأتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب كانت من أهم أسباب خراب البيت المقدس الثاني.