كل مقالات الادارة

اللغة العبرية

اللغة العبرية

اشتقّت  اللغة العبرية من اللغات السامية التي كانت موجودة في الشرق الأوسط وهي قريبة جداً من اللغة الآرامية واللغة العربية. وقد تطورت اللغة العبرية وأبجديتها على مر العصور والزمان.

في حوالي عام ألف وثمان مئة قبل الميلاد اكتشف في صحراء سيناء، في وادي الهول، نقوش وصور على احجار تدل على الأبجدية السامية القديمة، وبلغ عدد حروفها حوالي تسعة عشر حرفًا. وكان لكل حرف صورة ترمز إليه، فمثلاً نجد صورة “بيت” تشير إلى حرف”الباء” وصورة “رأس” تشير إلى حرف الراء وصورة “عين” تشير إلى حرف العين.
حوالي عام ألف قبل الميلاد اكتشفت في لبنان الأبجدية الفينيقية التي استعملها العبريون وكانت بشكل صور بسيطة يمكن أن يستوعبها الناس، وبلغ عدد حروفها اثنان وعشرون حرفاً. أضافةً، توجد علاقةً قويةً بين الأبجدية الفينقية والأبجدية اليونانية.

قواعد الإيمان اليهودي

قواعد الإيمان اليهودي

كتب الحاخام موسى بن ميمون القرطبي (٥٣٢ -٦٠٠هـ ١١٣٨ -١٢٠٣م) ثلاث عشرة قاعدة، يجب على كل يهودي أن يؤمن بها. وجدت أقوال الحاخام التي كُتبت باللغة العربية في كتابه المسمى «كتاب السراج» وهو تفسير للمِشنا، وقد جاء في مقدمته الطويلة للفصل العاشر من “سنهدرين” أو “المحكمة العليا” قواعد عديدة للإيمان. نلخصها للقرّاء الأعزّاء بما يلي:
١. القاعدة الأولى وجود الباري سبحانه. فهو موجود في كل مكان، وهو علة [سبب] وجود الموجودات كلها، وبه قوام وجودها ومنه تستمد البقاء ولو قدرنا ارتفاع وجوده لبطل وجود كل موجود ولم يبق مستقل بوجوده، ولو قدرنا ارتفاع الموجودات كلها غيره لما بطل وجوده تعالى ولا نقص، لأنه تعالى غني غير متفقر في وجوده لغيره…وهذه القاعدة الأولى [تشير عليها الكلمة الأولى من الأوامر العشر] ﴿أَنَا ٱللهُ رَبُّكَ الَّذِي أَخْرَجْتُكَ مِنْ بَلَدِ مِصْرَ مِنْ بِيتِ عُبُودِيَّةِ لاَ يَكُنْ لَكَ مَعْبُود آخْر مِن دُونِي﴾ (الخروج ٢٠: ٢ ترجمة كتاب التاج)
٢. القاعدة الثانية وحدته تعالى. وذلك أن هذا علة الكل واحد، ليس كواحد الجنس ولا كواحد النوع، ولا كالشخص الواحد المركب الذي هو ينقسم لآحاد كثيرة، ولا واحد كالجسم البسيط الواحد بالعدد الذي يقبل الانقسام والتجزؤ إلى ما لا نهاية، بل هو تعالى واحد بوحدة ليس كمثلها وحدة بوجه. وهذه القاعدة الثانية هي المدلول عليها بقوله ﴿اِعْلَمْ يَا إِسْرَائِيلَ إِنَّ اللهَ رَبُّنَا اللهُ ٱلوَاحِدُ﴾ (التثنية ٦:٤ ترجمة كتاب التاج)
٣. القاعدة الثالثة نفي الجسمانية عنه. وذلك أن هذا الواحد ما هو [ليس له] جسم ولا قوة في جسم، ولا تلحقه لواحق الجسم مثل الحركة والسكون…وهذه القاعدة هي المدلول عليها بقوله ﴿فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ﴾ (التثنية ٤: ١٥ ترجمة كتاب الحياة) يعني لم تدركوه [لم تعرفوه صاحب ﴿صُورَةً﴾] لأنه كما قلنا لا جسم ولا قوة لجسم.
٤. والقاعدة الرابعة القِدَم. وذلك أن هذا الواحد الموصوف هو القديم على الإطلاق، وكل موجودٍ غيره فهو غير قديم بنسبة إليه، ودلائل هذا في الكتب كثيرةٌ. وهذه القاعدة الرابعة هي المدلول عليها بقوله ﴿فَالإِلَهُ الأَبَدِيُّ هُوَ مَلْجَأُكُمْ﴾ (التثنية ٣٣: ٢٧ ترجمة كتاب الحياة) وأعلم أن قاعدة شريعة [موسى النبي عليه السلام] الكبرى هي كون العالم محدث كوّنه الله وخلقه بعد العدم المحض (وُجدت هذه الجملة على هامش ورقه في مخطوطة الأصلية المكتوبة بيد الحاخام).
٥. القاعدة الخامسة إنه تعالى هو الذي ينبغي أن يعبدَ ويعظّمَ ويعلن بتعظيمه وطاعته. ولا يُفعل ذلك لمن دونه في الوجود من الملائكة والكواكب والأفلاك وما تركب منها، لأنها كلها غير متحكة بأفعالها لا حكم لها ولا اختيار إلا حبّه تعالى، ولا تتخذ وسائط للتوصل إليه، بل نحوه تعالى تقصد الأفكار وتضرب عما دونه. وهذه القاعدة الخامسة هي النهي عن عبادة الأوثان، [إن أكثر مواضيع التوراة تنهينا عن عبادة الأوثان].
٦. والقاعدة السادسة النبوة. وذلك بأن يعلم أن هذا النوع الإنساني قد يوجد فيه أشخاص لهم فطرة فائقة  وكمال كثير، وتتهيأ نفوسهم حتى تقبل صورة العقل، ثم يتصل ذلك العقل الإنساني بالعقل الفعال فيفيض عليهم منه فيض كريم، وأولئك هم الأنبياء. وهذه هي النبوة وهذا معناها…ونصوص التوراة تشهد بنبوة أنبياء كثيرين.
٧. والقاعدة السابعة نبوة سيدنا موسى عليه السلام. وذلك بأن يُعتقد أنه أبٌ لجميع الأنبياء المتقدمين قبله والمتأخرين بعده. الكل هم دونه في الرتبة، وهو صفو الله من جميع النوع الإنساني، المدرك منه تعالى أكثر مما أدرك ويدرك كل إنسان وُجد ويُوجد، وأنه عليه السلام تناهى في العلو عن الإنسانية…وكهذا المعنى كُنى عنه بكونه يخاطب الله دون وساطة الملائكة.
٨. والقاعدة الثامنة هي «التوراة من السماء». وذلك بأنْ يأمن أن جميع هذه التوراة الموجدة بأيدينا يومنا هذا هي التوراة المنزلة على موسى، وإنها كلها «מפי הגבורה» [من المولى تعالى] وصلت لموسى كلها من قبل الله الوصول الذي يسميه على سبيل المجاز «كلام»، ولا يعلم كيفية ذلك الوصول إلا هو عليه السلام، الذي وصل إليه، ويكتب جميعها تواريخها وأخبارها وشرائعها وكذا سمي ﴿מחוקק﴾ [نَقَّاش] (العدد ٢١: ١٨)…والقول المدلول به على هذه القاعدة الثامنة هو قوله ﴿فَقَالَ مُوسَى: «بِهَذَا تَعْرِفُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأُجْرِيَ كُلَّ هَذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ صَادِرَةً عَنْ نَفْسِي»﴾ (العدد ١٦: ٢٨ ترجمة كتاب الحياة)
٩. والقاعدة التاسعة النسخ. وذلك أن هذه شريعة موسى لا تنسخ، ولا تأتي شريعة من قبل الله غيرها، ولا يزاد فيها ولا ينقص منها لا في النص ولا في التفسير، قال ﴿فَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ، لاَ تَزِيدُوا عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ﴾ (التثنية ١٢ :٣٢ ترجمة كتاب الحياة).
١٠. والقاعدة العاشرة أنه تعالى يعلم أفعال الناس ولا يُهْملهُم [الإشراف الإلهي والعناية الإلهية]. وليس كرأي من قال ترك الله هذه الأرض، بل كما قال ﴿عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ، وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ تُرَاقِبَانِ جَمِيعَ طُرُقِ الإِنْسَانِ لِتُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَصَرُّفَاتِهِ وَثِمَارِ أَعْمَالِهِ﴾ (أرمياء ٣٢ : ١٩ ترجمة كتاب الحياة) وقال ﴿وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ﴾ (التكوين ٦ : ٥ ترجمة كتاب الحياة) وقال ﴿وَقَالَ الرَّبُّ: «لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً﴾ (التكوين ١٨ : ٢٠ ترجمة كتاب الحياة)، فهذه يدل على هذه القاعدة.
١١. والقاعدة الحادية عشرة أنه تعالى يجازي من يمتثل بأوامر التوراة ويعاقب من يرتكب نواهيها وأن أعظم جزائه [العالم الآخر الأبدي] وأشد عقابه “אלכרת” “الكارِت” [مقطوع من الصالحين]…والنص المدلول به على هذه القاعدة قوله ﴿وَالآنَ إِنْ شِئْتَ، اغْفِرْ لَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ﴾ (الخروج ٣٢: ٣٢ ترجمة كتاب الحياة) وجاوبه ﴿الَّذِي أَخْطَأَ إِلَيَّ أَمْحُوهُ مِنْ كِتَابِي﴾ (الخروج ٣٢: ٣٣ ترجمة كتاب الحياة) دليل على تحصيل المطيع والعاصي ليجازي هذا ويعاقب هذا.
١٢. والقاعدة الثانية عشرة «أيام المسيح» وهو الإيمان والتصديق بمجيه…ولا يضرب له أجل ولا تتأول النصوص لإخراج وقت مجيئه (التلمود البابلي “سنهدرين” أو “المحكمة العليا” ٩٧ب)…ومن أشكّ فيه أو استقلّ أمره كذب التوراة التي وعدت به  [بقوله تعالى ﴿أَرَاهُ وَلَكِنْ لَيْسَ حَاضِراً، وَأُبْصِرُهُ وَلَكِنْ لَيْسَ قَرِيباً. يَخْرُجُ نَجْمٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَظْهَرُ مَلِكٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ﴾ (العدد ٢٤: ١٧ترجمة كتاب الحياة وكذلك كتب الحاخام في «كتاب التثنية» باب “قضاة” في “شرائع الملوك” ١١: ٤) وقد قيل أيضاً ﴿فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَرُدُّ سَبْيَكُمْ وَيَرْحَمُكُمْ، وَيَلُّمُ شَتَاتَكُمْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ نَفَاكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَيْهِمْ ٤فَإِنْ كَانَ قَدْ بَدَّدَكُمْ إِلَى أَقْصَى السَّمَاوَاتِ فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكُمْ وَيَرْجِعُ بِكُمْ، ٥وَيُعِيدُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَرِثَهَا آبَاؤُكُمْ فَتَمْتَلِكُونَهَا، وَيُحْسِنُ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكُمْ﴾ سفر التثنية ٣٠: ٣ – ٥ ترجمة كتاب الحياة] ومن جملة هذه القاعدة أن [لا يكون ملك لإسرائيل إلاَّ من ذرية الملك داود عليه السلام] ومن نسل الملك سليمان خاصةً… [وعندما] يرجع المُلك فيه لإسرائيل ويرجعون إلى [أرض إسرائيل] ويكون ذلك المُلك القائد ويعظم اسمه ويملأ أفاق الأرض سيكون أعظم من ملك سليمان ، وتسالمه الملل وتطوعه البلاد لعظم عدله…ولا يتغير في الوجود شيءٌ، عما هو عليه الآن، غير أن الملك يكون لإسرائيل ونص حكماء التلمود [من أقوال صموئيل في التلمود البابلي “بركات” ٣٤ب] «ليس فرق بين يومنا هذا وبين أيام المسيح إلا الاستقلالية عند الأمم فقط» ويكون في أيامه القوي والضعيف متساويين…والفائدة العظيمة في ذلك الزمان هو أن تستريح من سيطرة التي تعوقنا عن الفضائل كلها ويكثر العلم كما قال ﴿]]﴾ (٩: ١٨ ترجمة كتاب الحياة) وتنقطع الفتن والحروب كما قال ﴿﴾ (٩: ١٨ ترجمة كتاب الحياة) فيصح إلى ألذي يكون في تلك الأيام كمال كثير يرتقي به للعالم الآخر، والمسيح يموت ويلي ابنه وابن ابنه وقد بيّن الله تعالى موته قال ﴿]]﴾ (٩: ١٨ ترجمة كتاب الحياة) ويدوم ملكه دواماً عظيماً جداً، وتطول الأعمار أيضاً لأن بارتفاع الأحزان والأنكاد تطول الأعمار.

تطور الصلاة اليهودية و شرائعها

تطور الصلاة اليهودية

لم نجد لليهود صلاة رسمية تُصلى بصورة دائمة في فترة البيت المقدس الأول باستثناء ما نجد في الكتاب المقدس. وفي فترة البيت المقدس الثاني وضعت المحكمة العليا صيغة الصلوات اليومية وهي تتألف من ثمانية عشر فصلا. وفي الفترة العباسية جُمعت الصلوات اليهودية في كتب في بلاد الشام والعراق.  وبإمكان كل فرد أن يضيف طلباته الشخصية والتماساته كلما أراد. ويستطيع اليهود أن يصلوا بأية لغة يفهونها كشهادة التوحيد اليهودي وبركة الطعام (المِشنا “سوطا” ٧ :١)، ونجد ترجمة للصلاة في اللغة العربية عند اليهود اليمنيين، ولكن معظم اليهود يصلّون اليوم باللغة العبرية.  وهذه ترجمة يمنية باللغة العربية للصلاة اليومية:




«واسمع صوتنا يا ربنا واشفق علينا وارحمنا واقبل برحمة ورضاء صلاتنا ومن بين يديك يا ملكنا لا تردّنا خائبين إذ أنت سامع صلوات كل فم دعاك سبحانك وتبارك اسمك يا سامع الصلوات ومجيب الدعاء.» (من تأليف الحاخام يوسف القافح عليه السلام، «كتابييم أ» مطبوع في أورشليم ١٩٨٨م، صفحة ٤٩٧)

وقد قال الحاخام إليعزر بن هورقانوس (المِشنا بركات ٤:٤ والمِشنا “أباء” أو “ابوت” ٢: ١٣ من أقوال حاخام شِمعون) على الشخص أن لا يجعل صلاته عملية روتينية (اِعْتِيَادِيّة) بل طلبات رحمة واستغفار للذنوب. ويقضي الحكماء عادة ساعة كاملة في التأمل والتفكير في عظمة الخالق تعالى قبل أن يبدؤوا صلواتهم (المِشنا “بركات” ٥: ١). للاطلاع على هدف الصلاة يرجى التفضل من هنا

وتؤدّى الصلوات اليهودية ثلاث مرات في اليوم، في الصباح وبعد الظهر وفي المساء، بالإضافة إلى صلاة أخرى في أيام السبت. كما أن هناك صلاة خاصة تؤدى في اليوم الأول من كل شهرٍ، وفي أيام الأعياد المذكورة في التوراة. تسمى الصلاة بالعبرية «صلاة الوقوف» لأن المصلين يقفون أثناء الصلاة. وتبدأ الصلاة بشكر للمولى تعالى وتنتهي أيضا بشكر وبطلب سلام كامل في الدنيا.
نجد نص الصلاة الرسمية بصيغة الجمع فقط ولكن يمكن لمن يشاء أن يضيف دعوة إلى صلاته بصيغة الفرد. وبالرغم من احتمال أداء الصلاة فرديا أو في الكنيس تتطلب أجزاء الصلاة حضور عشرة رجال. إن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد. وقد ذكر ذلك أيضاً الحاخام سعيد الفيومي في «كتاب جامع الصلوات والتسابيح» الذي كتبه بالعربية «وإن كانت جماعة تصلى هذه الثلاثة صلوات…ينبغي أن يكون من العشرة إمام لهم، يتقدّم بين يديهم، ويقول أشياء زائدة على صلاة الفرد…ويقومون يصلون [الفصول الثمانية عشر] بصوت [منخفض] فإذا فرغوا وسلّموا [التسليم هي نهاية الصلاة] تقدّم الإمام وافتتح [الصلاة بصوت عال]».

عيد الحانوكا

عيد الحانوكَّا
عيد حانوكَّا يسمى عيد الأنوار في كتاب «تأريخ اليهود» (١٢.٧.٦-٧) للمؤرخ اليهودي يوسف بن متاثيا الكاهن (Ιώσηπος يوسيفوس فلافيوس). يقع هذا العيد في نهاية الخريف ويبدأ في الخامس والعشرين من الشهر العبري التاسع ويستمر ثمانية أيام. وتوقد الانوار في مساء كل يوم من أيامه. تُشعل الشموع في البيوت ويُتلى مزمور (دعاء) يُشكر فيه رب العالمين لنصرته اليهود في عهد الأسرة الحشمونية في ثورتهم ضد المملكة السلوقية التي حكمت سوريا وإسرائيل بقيادة أنطيوخوس الرابع. وقد ثار اليهود على هذه المملكة السلوقية لمدة ثلاث سنوات (١٦٧-١٦٥ قبل الميلاد).

يذكر التراث اليهودي أسبابا للاحتفال بعيد الأنوار. وفقا لكتاب المكابيين الثاني تشير أيام العيد الثمانية إلى أيام عيد المظال (١٠:٦). يضيف التلمود إلى هذا الكتاب سببا آخر لعدد أيام العيد التي تشير إلى معجزة حدثت للحشمونية عند تدشين البيت المقدس واستمرت ثمانية أيام. حسب التلمود لم يبق في الهيكل ما يكفي من الزيت الصالح لإيقاد الشمعدان المقدس، وبرغم ذلك فإنه أنار الهيكل ثمانية أيام بالكمية القليلة من الزيت الباقي حتى تم تخضير الزيت الجديد.

وفقاً لتلاميذ الحاخام هيلل (٣٠ ق.م.) توقد شموع كل يوم في شمعدان معد خصوصاً لذلك الغرض. يتم إضاءة شمعة واحدة في اليوم الأول، ثم شمعة ثانية في مساء اليوم الثاني وهكذا حتى تكتمل إضاءة الشموع الثمانية (التلمود البابلي “سبت” ٢١ب). يذكر التلمود البابلي (“عِبَادَةُ الأَوْثان” ٨أ) سببا لهذه العادة . عندما لاحظ آدم لأول مرة تقليص ساعات النهار في ذروة الشتاء خاف ودعا إلى المولى تعالى أن يعيد نور الشمس. بعد مرور ثمانية أيام كشف أن النهار يمتد من جديد فقرر جعل ثمانية أيام أخرى (لتوسيع ساعات النهار فيها) موعد فرح وشكر للخالق تعالى.

معنى اسم العيد “حانوكا” هو تدشين باللغة العبرية، ويشير هذا الاسم إلى تدشين البيت المقدس من جديد بعد ترميمه على يد الأسرة الحشمونية بعد انتصارهم. ترد قصة تدشين الهيكل في كتاب المكابيين الأول (٤:٥١-٥٧). إن عيد الأنوار هو من الأعياد الدينية الصغيرة وهو مناسبة سعيدة والعمل مسموح فيه وتتميز بالامتناع عن الحداد والتعبير عن الحزن (كتاب “توسفتا” مقالة “صيام” أو “تعنيوت” ٢:٥).

بعض تشريعات عيد الفصح العبري

بعض تشريعات عيد الفصح العبري

يستمر عيد الفصح اليهودي أسبوعا كاملا، لكن الوقوف عن كل العمل مطلوباً فقط في اليوم الأول وفي اليوم الأخير من العيد.
إن أبرز ظاهرة في عيد الفصح هي وجوب إخلاء البيت من كل خميرٍ. لاَ يُسمح إلا بأكل خبز الفطير. يُصنع الفطير من دقيق القمح ويعجن بدون إضافة الخميرة تحت مراقبة صارمة وبسرعة لضمان ألاَّ يتم التخمير الطبيعي الذي يحدث عندما يضاف الماء إلى الدقيق قبل خبزه. تفسّر التوراة سبب أكل الفطير (الخروج ١٢: ٣٩ ترجمة كتاب الحياة): ﴿ثُمَّ خَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةِ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُخْتَمِراً، إذْ أَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا فَمَا أَعَدُّوا لأَنْفُسِهِمْ زَاداً﴾
على كل فرد يهودي سواء كان غنياً أو فقيراً أن يشعر بطعم الحرّية وكأنه خرج من عبودية المصريين القدامى («كتاب التثنية» باب مواسم شرائع “خميرة وفطير” ٧: ٦). وبالرغم من أنه يجب على الإنسان أن يتبرع بالمال للفقراء طوال العام ولكن قبل العيد الفصح (اليهودي) يجب بشكل خاص أن تقدم المساعدات والحسنات المادية للفقراء والمحتاجين ليعيّدوا وليشعروا بلذة العيد وبأنهم تحرروا من العبودية (المشنا فصح أو “فساحيم” ١٠: ١).
عندما كان البيت المقدس قائما، كان الحجاج من بني إسرائيل يأكلون لحم الفصح مع الفطير والأعشاب مرةً في مدينة أورشليم لأنه قيل في التوراة ﴿فَتَأْكُلُوا [الْفِصْحَ] مَعَ فَطِيرٍ وَأَعْشَابٍ مُرَّةٍ﴾ (سفر العدد ٩: ١١ ترجمة كتاب الحياة). وأيضاً أوصت التوراة أن يُشوي هذا الذبح بالنار في هذه الليلة (الخروج ١٢: ٩ ترجمة كتاب الحياة) ﴿لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئاً أَوْ مَسْلُوقاً، بَلْ مَشْوِيّاً بِنَارٍ، رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ﴾. لقد ورد في التوراة بعد الأمر بالاحتفال بالفصح (ترجمة كتاب الحياة الخروج ١٣: ١٤) ﴿وَحِينَ يَسْأَلُكَ ابْنُكَ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ: مَا مَعْنَى هَذَا؟ تُجِيبُهُ: إِنَّهُ بِيَدٍ قَدِيرَةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ دِيَارِ الْعُبُودِيَّةِ﴾ ولقد تم أمر الحديث عن خلاص المولى تعالى بشكل رسمي الذي يحتفي فيه في البيت في مناسبة تناول الطعام. فإذا لا يسأل الطفل أي سؤالا، وفقا للمِشنا (“فساحيم” أو “فصح” ١٠: ٤ وفي التلمود البابلي هناك ١١٦ب)، يعلّمه والده. يبدأ الأب بهذا السؤال: «بِمَ تَغَيَّرَتْ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةُ مِنْ كُلِّ ٱللِّيالي؟» وبعد ذلك سوف يجيب الأب جوابا عندما يشير إلى ثلاثة أمور تتمييز العادات الخاصة في هذه الليلة.(١) يذكر لأولاده وللحاضرين ماذا سوف يفعلون. أولا يُغمسون الخضار، بعد ذلك يأكلون الفطير ويغمسون مرة ثانية الخسّ في دبس العنب أو التمر، وأخيرا يأكلون لحم ذبح الفصح الذي يُشوى على النار. وكذلك يقول:
فيِ كُلِّ ٱللَّيالي نَغْمِسُ مَرَّةً واحِدَةً وَفِي ٱللَّيْلَةِ هٰذِهِ مَرَّتَيْنِ.
فيِ كُلِّ ٱللَّيالي نَأَكُلُ خميرًا أوْ فَطيرًا وَفِي ٱللَّيْلَةِ هٰذِهِ كُلُّهُ فطيرٌ. (بالمعنى نأكل فطيراً فقط.)
فيِ كُلِّ ٱللَّيالي نَأَكُلُ لَحْمًا مَطْبوخًا أَوْ مَشْوِيًّا وَفِي ٱللَّيْلَةِ هٰذِهِ كُلُّهُ مَشْوِيٌّ. (بالمعنى نأكل لحما مشويا فقط.)
كذلك فعل اليهود في فترة البيت المقدس عندما ذبحوا وأكلوا الفصح. ولكن بعد تدمير الهيكل وجدوا أجوبة وأمثلة أخرى. ويضيفون اليوم بدلا من أن يذكروا ذبيحة الفصح عادتين، وهما:
فيِ كُلِّ ٱللَّيالي نَأَكُلُ أَنْوَاعًا مُخْتَلِفَةً مِنِ ٱلخَضارِ وَفِي ٱللَّيْلَةِ هٰذِهِ كُلُّهُ خَسٌّ وَأَعْشابٌ مُرَّةٌ. (بالمعنى نأكل خساً وأعشاباً مرةً فقط.)
فيِ كُلِّ ٱللَّيَالِي نَأَكُلُ وَنَشْرَبُ أَحْيَانًا جالِسينَ وَأَحْيانًا مُضْطَجِعينَ وَفِي ٱللَّيْلَةِ هٰذِهِ كُلُّنَا مُضْطَجِعونَ.
كما هو الحال دائماً، بعد أن ينتهي تناول الطعام يغسلون أيديهم بالماء ويشكرون الرب تعالى على رِزقه. في نهاية الطقوس يقرؤون بفرح ولهفة بعض المزامير والتسابيح ليعبروا عن شكرهم الكبير للمولى تعالى على كل فضائله وعجائبه التي فعلها لآبائهم ولهم.

صفحة ٦٠ من «كتاب هجادة ليلة الفصح المبارك» مع ترجمة باللغة العربية مكتوبة مطبوعة فليكس مزراحي بحارة اليهود في القاهرة. (لا يُعرف عام التأليف وربما في نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد.)
يوجد كثير من الصلوات الخاصة في الكنس طوال مدة العيد.

يبدأ في اليوم الثاني لعيد الفصح حساب خمسين يوما (اللاويين ٢٣: ١٥-٢١) لدخول العيد الثاني من أعياد الحج السنوية.

لمعرفة المزيد عن عيد الفصح يرجى التفضل من هنا
_________
(١) تدل الترجمة العراقية للمِشنا المنشودة حتى يومنا هذا على تفسيرنا. عند العرقيين تُرجم السؤال: «بم تغيرت هذه الليلة؟». طبع الحاخام عزرا رأوبين دانغور البصري الترجمة العربية باللهجة العراقية في بغداد (١٩٣٦م) وفي مدينة رامات جان في أرض إسرائيل طبعت ترجمة وتفسير الحاخام منسَّى سليمان الشهرباني (١٩٨٤م). وقد ترجم آخرون هذه الأسئلة الموجودة في هذه المشنا كما يلي: «لماذا تغيرت هذه الليلة؟ لماذا نغمس مرتين؟ وغير ذلك».

عيد الفصح العبري

عيد الفصح العبري

يسمى عيد خروج بني إسرائيل من مصر القديمة بعيد الفصح (العبري) وعيد الفطير في التوراة. هذا العيد هو حج ايضاً و يتم في فصل الربيع، وكبقية أعياد الحج الأخرى، بعد تدمير البيت المقدس اصبح يتم في البيت والكنس. السبب الأهم والأساسي لهذا العيد هو لتذكير إنقاذ المولى تعالى بني إسرائيل من العبودية المصرية القديمة كما يذكر سفر التثنية ذلك (١٦: ١-٤ ترجمة كتاب الحياة):
﴿احْتَفِلُوا دَائِماً بِفِصْحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ)، فَفِي هَذَا الشَّهْرِ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ مِصْرَ لَيْلاً ٢وَاذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ غَنَماً أَوْ بَقَراً فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ ٣لاَ تَأْكُلُوهُ مَعَ خُبْزٍ مُخْتَمِرٍ، بَلْ كُلُوهُ مَعَ فَطِيرٍ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، لأَنَّ هَذَا هُوَ خُبْزُ الْمَشَقَّةِ، إِذْ إِنَّكُمْ عَلَى عَجَلٍ غَادَرْتُمْ دِيَارَ مِصْرَ، وَبِذَلِكَ تَتَذَكَّرُونَ يَوْمَ خُرُوجِكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ ٤لاَ تُبْقُوا خَمِيراً فِي أَرْضِكُمْ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَلاَ يَبِتْ شَيْءٌ مِنْ لَحْمِ حَمَلِ الْفِصْحِ الْمَذْبُوحِ فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْغَدِ﴾
للأطلاع على بعض تشريعات عيد الفصح العبري يرجى التفضل من هنا

الشعر

الشعر

الشعر هو كلام ذو معنى موزون على قافية محددة.  لطالما احب اليهود الشعر بشكل عام و احب اليهود العرب الشعر العربي بشكل خاص وقد ازدهرت الثقافة وانتشر التعليم في الأندلس الإسلامية واليهودية كذلك كَثُرَ الشعراء من كلا الطرفين. وقد كتب الشعراء اليهود كثيراً من القصائد باللغتين العربية والعبرية في جميع البلاد العربية وخاصة في الأندلس، وتنوعت مواضيع قصائدهم الشعرية فكان الشاعر يكتب في المواضيع الدينية و العاطفية، وكذلك في المديح والوصف. يعتبر السموأل بن غريض الأزديمن اشهر الشعراء اليهود العرب.

بعض اشهر الشعراء اليهود:

يهوذا الحريزي ( ١١٧٦ – ١٢٢٥م)

المغني سليمان موقعة(١٩٣٠م -١٩٨٤م)

يهوذا الحريزي

يهوذا الحريزي (٥٧١ – ٦٢١ﻫ، ١١٧٦ – ١٢٢٥م)
وصل الشاعر الأندلسي إلى مدينة الإسكندرية في مصر عام ١٢١٥م، ثم ذهب إلى القاهرة واتصل بالحاخام إبراهيم بن موسى بن ميمون الذي كان رئيساً للطائفة اليهودية في مصر آنذاك وكتب هذا الشاعر قصيدة طويلة عن الحاخام موسى بن ميمون وابنه الحاخام إبراهيم. وكتب عنه بالعربية بحروق عبرية ما يلي(١):
“ثم بعد الزمان الطويل أقام الله للأمة هذا الرئيس موسى [بن ميمون] رضي الله عنه. فأنه لخص المعاني الفقهية. والعلوم الشرعية. فقصر من غير تقصير من طولها. وجمع جميع أصولها…وكشف عن أسرارها. إلى أن صارت العلوم الفقهية. والقوانين الشرعية. على الأفواه ملقنة. ولطالبها سهلة مبينة. تجري كالشهد على الألسنة. لا تعسر على القارئين معانيها. ولا يحتاج الأستاذ من كان له فطنة وتأمل فيها. فأحيى الفطن بعد موتها. وأعاد الشريعة الذاهبة بعد فواتها. وصارت بكتبه الجاهلين عالمة. والبليدين فاهمة. “

وهذه بعض النماذج من قصائدة:
1) فَإِنْ صَارَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ وَقَدْ كَانَ نُوراً بِهِ يُهْتَدَى
فَقَدْ قَامَ يُحْيِي شَرِيعَتَهُ رَئِيسُ بِهِ مُذْ نَشَا إِقْتَدَى
وَسُمِّيَ مُوسَى بِهِ الشَّرْعُ يُؤْسَى وَمِنْ كُلِّ بُؤْسٍ شِفَاءاً غَدَا
فَأَحْيَا الْعُلُومَ وَأَبْرَا الْكُلُومَ وَدَاوَى السَّقِيمَ وَلَمْ يَبْقَ دَا
وَأَنْشَا تَصَانِيفَ تَحْوِي الْمَعَارِفْ بَلَى أَيْنَ عَارِفُ مَا جَدَّدَا
[…]


2) وَهَلْ كَانَ إِلَّا الضِّيَاءُ تَجَلَّى أَعَزُّ عَلَيْنَا بِأَنْ يَخْمُدَا
لَقَدْ ذَهَبَ الْفَضْلُ مِنْ بَعْدِهِ وَسَيْفُ الْمَعَالِي غَدَا مُغْمَدَا
رَضِي اللهُ عَنْهُ وَيَقْبَلُ مِنْهُ مَشَائِدَ فَضْلٍ لَنَا شَيَّدَا
وَأَبْقَى رِدَى مَجْدِهِ لِابْنِهِ فَنِعْمَ الْمَرَادِي وَنِعْمَ الرِّدَا
لَقَدْ فَاقَ عَقْلاً مَقَالاً وَفِعْل فَكَمْ حَازَ فَضْلاً وَكَمْ سُؤْدُدَا
بَدَا مِثْلَ فَرْعٍ عَلَى نَهْرِ شَرْع سَمَا لِلْسَّمَا وَرَسَا مَحْتَدَا
سَنَا الشَّمْسِ رَاحَ بَلِ الْبَدْرُ لَاحَ مَضَى سَيِّدٌ مُخْلِفاً سَيِّدَا
فَإِنْ رَاحَ نُورٌ فَقَدْ لَاحَ نُورٌ وَإِنْ غَابَ هَذَا فَهَذَا بَدَا
___
١ «خمسة فصول» من كتاب يحيى بن سليمان بن شآول أبو زكريا الحريزي من أهل طليطلة نشرها مؤخراً يشوع بلاو مع باحث أخر ( مطبوع بالعبرية “مسعي يهوذا” أورشليم القدس ٢٠٠٢م) صفحات ١٠٢ – ١٠٥.

المعبد اليهودي (الكنيس)

المعبد اليهودي

الكنيس، جـمعه كُنُس، هو بيت من بيوت الله عز و جل ومكان لعبادته تعالى، الصلاة وتعلّم وتدريس الدين اليهودي  لليهود. ويقابله المسجد عند المسلمين والكنيسة عند المسيحيين. في الكنيس يوجد مكاناً تـحفظ فيه أسفار التوراة المخطوطة ويسمى بالهيكل. يقع في قلب الكنيس. يؤمّ الإمام («الحزان» بالعبرية) بالمصلين في منتصف الكنيس على منصّة («تيبا» بالعبرية) تقابل الهيكل. ويجلس المصلون على الكراسي ، وذكر الحاخام موسى بن ميمون («التثنية» شرائع الصلاة ١١: ٥) بأن المصلين في البلاد العربية يجلسون على الأرض المفروشة بالسجاد الفاخر للصلاة. وما زال اليهود اليمنيون حتى يومنا هذا يتبعون هذه الطريقة. وتذكـر الكتابات الأثرية القديمة بأنه الكنس كانت موجودة منذ القرن الثالث قبل الميلاد حيث تدل الآثار المكتشفة في مصر عن كنيس يهودي منذ زمن البيت المقدس. وجاء في التوسفتا، وهو كتاب ديني قديم منذ القرن الثالث الميلادي، يختص بتفسّير المشنا والشرائع اليهودية («ميغيلّا» أو “مجلة” ٢ : ١٨ ) : إن للكنس حرمة كبيرة ولا يجوز الاستهتار بها فهي مكان خاص للعبادة والقراءة والدراسة. ولا يجوز الدخول لها أيام الصيف هرباً من الحرّ وتفيّأً بظلّها، لا يجوز دخولها أيام الشتاء هرباً من البرد أو الأمطار. كما لا يجوز الأكل والشرب والنوم والتنزّه فيها، لأنها مكان مقدّس جداً مخصص للعبادة، ولكن يمكن رثاء فقيد جليل فيها.

ووفقاً للحاخام هائي جاؤون الذي عاش في بغداد في القرن الحادي عشر الميلادي يجوز استخدام الكنس كمدارس لتعليم الطلاب العلوم الدينية والدنيوية والكتابة باللغة العربية والحساب وغيرها. وقد عُثر على أقوال الحاخام هائي جاؤون هذه، في القاهرة القديمة التي كان اسمها الفسطاط على أوراق قديمة جداً في كنيس ابن عزرا، ثم طُبعت هذه الأوراق في كتاب الحاخام إسرائيل موسى حزان سمّاه بالعبرية «شيئريت هَنَّاحالة» أو «بقية الإرث» (الفصل الرَّابعُ والأربعون وطبع في الإسكندرية عام ١٨٦٢م) وذُكر في هذا الكتاب بأنه من الممكن أيضاً تعلّم جميع اللغات في الكنيس.
أخيراً، على المصلّين أن يدخلوا إلى الكنيس بخشوع ورهبة وأن تكون قلوبهم مفعمة بالإيمان والتقوى والصلاح.

لمعرفة الهدف من الصلاة في الديانة اليهودية يرجى التفضل من هنا

عيد المظال

عيد المظال
في اليوم الخامس عشر من شهر تشري العبري، بعد خمسة أيام من صوم يوم الغفران، يحل ﴿عِيدِ الْجَمْعِ فِي آخِرِ السَّنَةِ﴾ (سفر الخارج ٣٤: ٢٢ ترجمة كتاب الحياة). ويسمى هذا العيد «عيد المظلات»أو «عيد المظال» واسمه بالعبرية هو «حجّ هاسُّوكُّوت». ومدته سبعة أيام يُحج فيها إلى مدينة أورشليم ويُسكن في المظال. وبعد هذا الحج في اليوم الثامن يأتي عيد «اعْتَكَافَ الشَّعْبُ الثامن» أو«شِميني حج هاعاصِرِتْ» بالعبرية.

التوقف عن العمل ليس مطلوبا إلا في اليوم الأول من عيد المظال وفي اليوم الأخير بقوله تعالى ﴿تَجْتَمِعُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ فِي مَحْفَلٍ مُقَدَّسٍ، تَتَوَقَّفُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ، ثُمَّ تُثَابِرُونَ عَلَى تَقْرِيبِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجْتَمِعُونَ لاِحْتِفَالٍ مُقَدَّسٍ تُقَدِّمُونَ فِيهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَتَعْتَكِفُونَ لِلْعِبَادَةِ. وَفِي هَذَا الْيَوْمِ تَتَوَقَّفُ أَيْضاً جَمِيعُ الأَعْمَالِ﴾ (اللاويين ٢٣: ٣٥ – ٣٦ ترجمة كتاب الحياة)


وصية المظال
هذا العيد يشير إلى الأيام التي مكث فيها بنو إسرائيل في الصحراء لمدة أربعين عاماً عند خروجهم من مصر القديمة تحت رعاية وبركة المولى تعالى. فقاموا في هذا العيد ببناء مظلات أي سقائف يعيشون فيها مدة سبعة أيام. أعطت التوراة سببا لتلك الوصية حيث قيل ﴿لِكَيْ يَعْلمَ أَجْيَالُكُمْ إِنِّي اللهُ رَبُّكُم أَجْلَسْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ضِلاَلِ مِنْ غَمَامِي حِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِن بَلَدِ مِصْرَ﴾ (اللاويين ٢٣: ٤٣ ترجمة كتاب التاج).

للأطلاع على شرائع عيد المظال يرجى التفضل من هنا

اليوم الثامن
إن اليوم الثامن من هذا العيد هو آخر أيامه وتبدأ فيه صلوات الطلب من المولى تعالى أن يرسل الأمطار الخيرة إلى عباده وأن تكون سنة خير وبركة. لا يحملون الأربعة الأنواع في هذا اليوم (المِشنا “سوكّأ” ٤: ١) ووفقاً للتلمود الأورشليمي لا يوجد علاقة بين عيد المظال و هذا العيد (“سوكا” ٥٤أ) .

وتبلغ ذروة الاحتفالات في هذا اليوم بالابتهاج والفرحة بعد انتهاء قراءة أسفار التوراة الخمسة السنوية التي بدأت من مطلع العام الماضي، وفقا للتقليد البابلي (التلمود البابلي”مجلة” أو”مغيلاّ”٣١أ).