يحيى بن سليمان الحريزي الطليطلي

يحيى بن سليمان الحريزي الطليطلي

ولد الشاعر والمترجم يحيى بن سليمان بن شاؤل أبو زكريّا الحريزي الطليطلي‎ سنة ٥٧١ هـ- ١١٦٦م في الأندلس و توفي سنة ٦٢٢ﻫ – ١٢٢٥م  أطلق عليه الاسم العبري يهوذا الحريزي. 

ترجم يحيى الحريزي كتب الحاخام موسى بن ميمون القرطبي (١١٣٥ – ١٢٠٣م) الهامة التي من باللغة العربية  إلى اللغة العبرية،ككتاب «دلالة الحائرين» الفلسفي وكتاب تفسير المشنا المسمى «كتاب السراج». كما ترجم الحريزي «مقامات الحريري» لصاحبه محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري (٤٤٦–٥١٦ هـ | ١٠٥٤–١١١٢م) ‎ إلى العبرية.

عندما أصبح في سن العشرين، بدأ في رحلته الطويلة من وطنه الأندلس إلى الشرق.حيث سافر إلى أورشليم القدس وبلاد الشام وبغداد و بلدان اخرى. كما وذكرت المصادر التاريخية بأنه لم يعد إلى بلاده بل توفي في مدينة حلب في سوريا. ألف «المقامات» وذكر فيها تجواله وزياراته للجاليات اليهودية في البلدان العربية وذكر أدبهم وثقافتهم في القرن الثالث عشر الميلادي. وذكر في كتابه القائد صلاح الدين الأيوبي الذي رحب بعودة اليهود إلى أورشليم القدس عام ١١٨٩م.

الشاعر العربي المسلم المبارك ابن أحمد ابن حمدان الموصلي (١١٩٧ – ١٢٥٦م) ألف «قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان» جمع فيه السير الذاتية للشعراء العرب وصنفهم حسب ترتيب الأحرف الأبجدية. وجاء ذكر الكاتب يحيى الحريزي في نهاية المجلد الثامن (الأخير) لأن اسمه يبدأ بحرف الياء. حيث كانت مقالته عن حياة هذا الشاعر تبلغ حوالي 8 صفحات.
كان شاعراً قوي القريحة غزير المادة. له شعر في المدح والهجاء. وصنف مصنفات باللسان العبري كثيرة، منها «كتاب المقامات» ومقامة مفرودة سماها «الروضة الأنيقة» باللسان العربي. وكان ذا قدرة في الشعر وكان له قصائد أنصاف أبياتها الأول بالعبري والأنصاف الأواخر بالعربي.

وكان قد طاف البلدان وجال في أقطارها، ثم سكن بآخره حلب، ولم يزل بها حتى مات ليلة الأربعاء من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة (هجرية).

وقد ذكره الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي رحمة الله ، وقال: ورد [أربيل] في العاشر من محرم من سنة سبع عشرة وستمائة (١٢٢٠م). قال: وحدثني أن اسمه بالعبرية يهوذا وأنه نقله إلى العربية [يحيى] وكان طويلاً من رجال أشيب ثطا…يسكن بين ظهراني [الإفرنج]، [يعني سكن في شمال الأسبانية تحت سيطرة المسيحيين] وكلامه [يعني لهجته ] مغربي، قريب الخروج من بلده، تراه كأنه يعتريه سهو. وكنت أخبرت بوروده وأثنى عليه رجل من اليهود وأنشدني [من قصائده بالعربية].”

مدح الشاعر يحيى الحريزي “السلطان الملك الأشرف شاه أرمن مظفر الدين أبا الفتح موسى بن أبي بكر أيوب رحمه الله تعالى” في قصيدة طويلة نذكر منها نهايتها:

قال العدى ما لليهود وللندى
فأجبتهم أخطأكم التحصيل
ما شقّ موسى بحر جود للورى
إلا ليعبر فيه إسرائيل

في نهاية المقالة ذكر المؤلف ما يلي: وأنشدني أبو الفتح محمد بن أبي الخير بن أبي المعمّر بن إسماعيل التبريزي [في أربيل] رحمه الله تعالى، قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن سليمان الحريزي لنفسه. ثم أقبس قصيدة طويلة وجاء في ختامها ما يلي:

شهم غدا هذيَ الهُدَي أن أوقدا
نار الندى قلب العدى قربانها
بجانبه نشر الهدى راياته
فحكى قلوب عداته خفقانها
عزم سما باري السما ماضي الشبا
مهما الظبا ليس الدمى غربانها
يا كاملاً بل فاضلاَ يا فاعلاً
ما قصرت عن فعله أعيانها
أنعم بعيد بل سعيد في مزيد
من أيادٍ أينعت أفنانها
لك في المآثر دولة بل صولة
بل جولة حاز المدى فرسانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *