يهود العراق

يهود العراق
إن أصل شعب بني إسرائيل يعود إلى جدهم الأكبر إبراهيم الخليل، عليه السلام. ولقد وُلد إبراهيم الذي كان أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ في منطقة الكلدان في العراق اليوم، ذهب إلى مدينة حاران ومن ثم هاجر بأمر الله تعالى الى أرض الميعاد ﴿اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ وَاذْهَبْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ﴾ (التقويم ١٢: ١ ترجمة كتاب الحياة). كما نجد أيضاً في سفر يشوع ﴿لَقَدْ أَقَامَ أَجْدَادُكُمْ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ مُنْذُ الْقِدَمِ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الْفُرَاتِ حَيْثُ عَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى فَأَخَذْتُ أَبَاكُمْ إِبْرَاهِيمَ مِنْ شَرْقِيِّ النَّهْرِ وَقُدْتُهُ عَبْرَ أَرْضِ كَنْعَانَ وَكَثَّرْتُ نَسْلَهُ﴾ (يشوع ٢٤: ٢-٣ ترجمة كتاب الحياة).
وما حدث لإبراهيم الخليل عليه السلام في أيامه حدث في منتصف القرن الماضي لليهود العراقيين الذين وُلدوا وترعرعوا ونشؤوا وعاشوا زمناً طويلاً في العراق ثم أرغموا على ترك بلادهم والهجرة إلى بلاد أخرى. بعضهم استقر في أرض إسرائيل و بعضهم استقروا في الغرب. و الحمد لله استطاعوا و بكل جدارة وضع بصمتهم في كل المناطق التي سافروا اليها. 

التاريخ القديم لليهود في العراق                       التاريخ الحديث لليهود في العراق

الأجهاض و منع الحمل

الأجهاض و منع الحمل
كان عدم القدرة على الإنجاب من اهم أسباب الطلاق في العصور القديمة. و لهذا السبب فإن منع الحمل مباح في اليهودية تحت ظروف و شروط معينة وبعد اكتمال تأسيس الأسرة (اي الحصول على العدد المطلوب من الاطفال، الاولاد و البنات).
تمنع اليهودية الإجهاض بالكامل، لكن عندما يكون الحمل شاقاً وحياة الحامل في خطر فإن الإجهاض يكون واجباً. فحياة الأم تأخذ أولوية مطلقة على حياة الجنين حتى أن كان في أواخر مراحل الحمل بل حتى إلى غاية وقت الولادة نفسه (المشنا خيام “أهيلوت”، ٧: ٦).

المغني سليمان موقعة

سليمان موقعة
ولد المغني والملحن سليمان موقعة عام ١٩٣٠م في مدينة رداع في اليمن.ذهب إلى عدن ودرس هناك العزف على العود عند بلوغه الثلاثة عشر سنة من عمره . عندما أصبح سبعة عشر سنة أختار أن يترك اليمن والذهاب إلى الأراض المقدسة حيث كانت تلك الفترة (الأربعينيات من القرن العشرين)فترة هاجر فيها الالف من يهود اليمن إلى إسرائيل.

سكن سليمان موقعة في أورشليم القدس وبدأ بكتابة اللحن والأغاني عن حياة اليمنيين آنذاك، كوصول اليمنين إلى إسرائيل بعد تأسيس البلد عام ١٩٤٩م وعن المشاكل ألتي واجهت اليهود اليمنيين. لحن أكثر من ستين أغنية، معظمها بالعربية والعبرية بلهجة اليمنية، وكثير منها معروفة ومحببة عند يهود اليمن في كل أنحاء العالم حتى يومنا هذا.
عندما سمع سليمان موقعة عن قتل الإمام يحيى حميد الدين في صنعاء (بعض شهور من وصله إلى إسرائيل) ألف قصيدة عن حياته و تخليداً له و غنى له ( الاغنية موجودة في قائمة الاغاني في الاسفل).
للأسف الشديد،اصابه مرض شديد في العشر سنوات الأخيرة من حياته اقعده في سريره بعد حادث تعرض له. و توفى رحمه الله عام ١٩٨٤م.ِ

بعض من اغانيه المشهورة:

يهود اليمن

يهود اليمن

معظم يهود اليمن يعيشون اليوم في إسرائيل وأصبحت مأكولاتهم الخاصة وثقافتهم جزئاً لا يتجزأ من الهوية الإسرائيلية بعد قصص اليمة مروا بها عند قدومهم لأسرائيل. العديد من اليهود اليمنيين تبني عادات بلاد الشام في الصلاة و الدين.
لاحظ العلماء الكبار في التلمود واللغات مثل الحاخام يوسف داود القافح والحاخام شاؤول ليبرمان الحاخام مردوخاي سباتو بأن يهود اليمن حافظوا على مخطوطات التلمود أكثر من بقية اليهود ونسختهم أصيلة. و كذلك حافظوا على مجموعات أخرى من  الفنون الأدبية المخطوطة سواء بالعربية، العبرية او الآرامية.و وفقاً أيضا للباحث سليمان موراغ حافظ المجتمع اليمني على القراءة الآرامية البابلية كما كانت في بابل خلال فترة العباسية عند الحاخامات الغيؤونيم. وكذلك حافظ يهود اليمن على النطق البابلي والترجمات الآرامية للكتاب المقدس العبري.لذلك توجب الاتجاه لرؤية أصالة التراث اليمني والحفاظ عليه.

يهود اليمن هم دليل على قوة الخير الموجود في داخل الروح البشرية. على الرغم من معاناة لا تنتهي، في إسرائيل و حارج إسرائيل اليهود اليمنيين لم يفقدوا الأمل في الخلاص، وبقيوا معاً. لم تتجزأ مجتمعاتهم. ولا يزال حتى يومنا هذا جزء حيويا من الشعب اليمني يستذكر و يرفض نسيان مساهمت اليهود اليمن فيه وتاريخهم الطويل.

بعض من اليهود اليمنين:

المغني سليمان موقعه

يحيى بن سليمان الحريزي الطليطلي

يحيى بن سليمان الحريزي الطليطلي

ولد الشاعر والمترجم يحيى بن سليمان بن شاؤل أبو زكريّا الحريزي الطليطلي‎ سنة ٥٧١ هـ- ١١٦٦م في الأندلس و توفي سنة ٦٢٢ﻫ – ١٢٢٥م  أطلق عليه الاسم العبري يهوذا الحريزي. 

ترجم يحيى الحريزي كتب الحاخام موسى بن ميمون القرطبي (١١٣٥ – ١٢٠٣م) الهامة التي من باللغة العربية  إلى اللغة العبرية،ككتاب «دلالة الحائرين» الفلسفي وكتاب تفسير المشنا المسمى «كتاب السراج». كما ترجم الحريزي «مقامات الحريري» لصاحبه محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري (٤٤٦–٥١٦ هـ | ١٠٥٤–١١١٢م) ‎ إلى العبرية.

عندما أصبح في سن العشرين، بدأ في رحلته الطويلة من وطنه الأندلس إلى الشرق.حيث سافر إلى أورشليم القدس وبلاد الشام وبغداد و بلدان اخرى. كما وذكرت المصادر التاريخية بأنه لم يعد إلى بلاده بل توفي في مدينة حلب في سوريا. ألف «المقامات» وذكر فيها تجواله وزياراته للجاليات اليهودية في البلدان العربية وذكر أدبهم وثقافتهم في القرن الثالث عشر الميلادي. وذكر في كتابه القائد صلاح الدين الأيوبي الذي رحب بعودة اليهود إلى أورشليم القدس عام ١١٨٩م.

الشاعر العربي المسلم المبارك ابن أحمد ابن حمدان الموصلي (١١٩٧ – ١٢٥٦م) ألف «قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان» جمع فيه السير الذاتية للشعراء العرب وصنفهم حسب ترتيب الأحرف الأبجدية. وجاء ذكر الكاتب يحيى الحريزي في نهاية المجلد الثامن (الأخير) لأن اسمه يبدأ بحرف الياء. حيث كانت مقالته عن حياة هذا الشاعر تبلغ حوالي 8 صفحات.
كان شاعراً قوي القريحة غزير المادة. له شعر في المدح والهجاء. وصنف مصنفات باللسان العبري كثيرة، منها «كتاب المقامات» ومقامة مفرودة سماها «الروضة الأنيقة» باللسان العربي. وكان ذا قدرة في الشعر وكان له قصائد أنصاف أبياتها الأول بالعبري والأنصاف الأواخر بالعربي.

وكان قد طاف البلدان وجال في أقطارها، ثم سكن بآخره حلب، ولم يزل بها حتى مات ليلة الأربعاء من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة (هجرية).

وقد ذكره الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي رحمة الله ، وقال: ورد [أربيل] في العاشر من محرم من سنة سبع عشرة وستمائة (١٢٢٠م). قال: وحدثني أن اسمه بالعبرية يهوذا وأنه نقله إلى العربية [يحيى] وكان طويلاً من رجال أشيب ثطا…يسكن بين ظهراني [الإفرنج]، [يعني سكن في شمال الأسبانية تحت سيطرة المسيحيين] وكلامه [يعني لهجته ] مغربي، قريب الخروج من بلده، تراه كأنه يعتريه سهو. وكنت أخبرت بوروده وأثنى عليه رجل من اليهود وأنشدني [من قصائده بالعربية].”

مدح الشاعر يحيى الحريزي “السلطان الملك الأشرف شاه أرمن مظفر الدين أبا الفتح موسى بن أبي بكر أيوب رحمه الله تعالى” في قصيدة طويلة نذكر منها نهايتها:

قال العدى ما لليهود وللندى
فأجبتهم أخطأكم التحصيل
ما شقّ موسى بحر جود للورى
إلا ليعبر فيه إسرائيل

في نهاية المقالة ذكر المؤلف ما يلي: وأنشدني أبو الفتح محمد بن أبي الخير بن أبي المعمّر بن إسماعيل التبريزي [في أربيل] رحمه الله تعالى، قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن سليمان الحريزي لنفسه. ثم أقبس قصيدة طويلة وجاء في ختامها ما يلي:

شهم غدا هذيَ الهُدَي أن أوقدا
نار الندى قلب العدى قربانها
بجانبه نشر الهدى راياته
فحكى قلوب عداته خفقانها
عزم سما باري السما ماضي الشبا
مهما الظبا ليس الدمى غربانها
يا كاملاً بل فاضلاَ يا فاعلاً
ما قصرت عن فعله أعيانها
أنعم بعيد بل سعيد في مزيد
من أيادٍ أينعت أفنانها
لك في المآثر دولة بل صولة
بل جولة حاز المدى فرسانه.

النبي أيوب عليه السلام

النبي أيوب عليه السلام

سفر أيوب في الكتاب المقدس العبري يتمحور حول أسباب المعاناة في الحياة. يحتوي على سؤالاً يسأله كل البشر في مرحلة ما في حياتهم: «لماذا تحصل الأمور السيئة للناس الجيدين؟» لا يحتوي السفر على إجابة واضحة على هذا السؤال. بل يعلمنا أن ليس كل شرير يعيش في هذه الدنيا يحصل على جزاءه العادل وليس كل صالح يعيش حياة سعيدة رغيدة حسب قانون معين وإنما كل شيء بيد الخالق تعالى.

كان النبي أيوب رجلاَ غنياَ عاش في أرض عوص وكان محسناً، يخاف رب العالمين، مستقيماً يتقي الله ويبتعد عن الشر. ألمت به فجأة أحداث بشعة، قُتل اولاده العشرة، خسر كل ثروته، وأصيب بمرض جلدي خطير عانى منه كثيراً. طلبت منه زوجته أن يكفر بالخالق ليتخلص من الآلام التي أصابته وتهكم عليها قالاً أنه على استعداد لقبول أي شيء من الله تعالى بل وشكره على نعمه وفضائله، علينا أن نتقبل الأمور السيئة بصدر رحب كما نتقبل الأمور الجيدة.
كرهه ثلاثة من أصدقائه وكان كل واحد منهم يعطي رأيه حول مرض أيوب وكانوا يصفونه بالكافر المبتعد عن الطريق المستقيم وما يجري له هو جزاؤه العادل. ولكن أيوب بصبره الطويل وتعلقه بالخالق تعالى شُفي تماماً وردّ الله عز وجل له أضعافاً مضاعفة من الخيرات وبيّن له بأن آراء أصدقائه كانت خاطئة.

أصحاب أيوب الذين عادوه هم أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفَر النعماتي، وكان هناك صاحب وقف في صفّ أيوب ضد أصدقائه الثلاثة اسمه إليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام. وهو الصديق الوحيد الذي كان مخلصاً وفقاُ لما جاء عند بعض المفسرين (مثل الحاخام موسى بن ميمون في كتابه دلالة الحائرين ٣: ٢٣) ولذلك لم يوبخه الله كما وبخ هؤلاء الثلاثة.

نفهم من كتاب أيوب أن الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يُدرك طُرق الله في تسيير أمور الناس  وعلى الإنسان أن يكون صادقاً ولا يسلك إلا الطريق المستقيم.      

علماً أنه جاء في التلمود أن كتاب أيوب هو قصة خيالية و ليست قصة تاريخية هدفها ارشادنا الى الطريق الصحيح و مساعدتنا على فهم الحياة اكثر (التلمود البابلي “بابا بثرا” ١٥أ) 

اعتناق الديانة اليهودية

اعتناق الديانة اليهودية

تكرم و تحترم الديانة اليهودية جميع الأديان السماوية الأخرى وبالتالي ليس الهدف من التوراة، وليس هدفنا هنا أيضاً، تشجيع الناس على اعتناق الدين اليهودي. وفقاً لإيماننا يمكن للشخص الصالح دخول الجنة سواء كان يهودياً أو غير يهودي، ومن هذا  المنطلق اصبح الدين اليهودي ديناً غير تبشيرياً.  
و اليهودي هو الفرد الذي ولد لأم يهودية ولكن الدين اليهودي يقبل من غير اليهود اعتناق الدين اليهودي وعلى هذا الشخص أن يؤمن بالله الواحد تعالى ويعيش وفقا لأحكام شرعية التوراة ويحترم جميع الوصايا المذكورة في التوراة التي أوصى الله تعالى شعب بني إسرائيل و يتبع كل القوانين اليهودية.

و أن أراد شخص أن يعتنق اليهودية عليه أن يتبع الديانة اليهودية لفترة طويلة و أن يحظى باعتراف رسمي واسع النطاق.

طوائف الشعب اليهودي

طوائف الشعب اليهودي

اليهود في جميع أنحاء العالم هم طائفة واحدة يؤمنون بالله الواحد وبالتوراة التي أنزلت على سيدنا موسى كليم الله.  قبل تدمير البيت المقدس الثاني كان يوجد أربع وعشرون طائفة في أرض إسرائيل (التلمود الأورشليمي “سنهدرين” ٢٩ج من أقوال الحاخام يوحنان) ومنهم الفريسيون والصدوقيون والسامريون أيضاً. ولكن لا يوجد فريسيين وصدوقيين اليوم.

بعد تأليف كتابي التلمود انقسم اليهود لقسمين. اتبع أهل الشام من اليهود التلمود الأورشليمي أمّا يهود أهل العراق فاتبعوا التلمود البابلي وكلا التلموذان لهما جوهر واحد وهو المِشنا.  في القرن الثامن بعد الميلاد نشأت فرقة القرائين من اليهود و قرروا الاعتماد على الكتاب المقدس العبري دون الرجوع إلى التوراة الشفهية وتفاسير وشروح وتعليمات الحاخامين عن التوراة.  واتخذوا تقويماً قمرياً يختلف نسبياً عن التقويم القمري اليهودي.  

لم يتخلّ اليهود عن القرائين[١] او يكفروهم واستمرّوا بتزويج أبنائهم وبناتهم لبعضهم بعضاً. لا نجد فرقاً كبيراً بين اليهود والقرائين فهم يقدّسون يوم السبت ولا يتناولون الأطعمة المحرمة ويحفظون جميع وصايا التوراة المكتوبة. ومنذ التاريخ كتب القرؤون تفاسير باللغة العربية عن التوراة وقواعد اللغة العبرية. يعيش الكثير من القرائين اليوم في أرض إسرائيل ولهم مركز ديني في مدينة الرملة.
في القرون الوسطى سُمي اليهود الذين يعيشون في أوروبا المسيحية وخاصة في ألمانيا «اليهود الأشكنازيم» وسُمي اليهود الذين يعيشون في أسبانيا «اليهود السفاراديم» بالمعنى يهود الأندلس.  وقد عاش اليهود الذين جاؤوا من بلاد الأندلس بعد تهجيرهم من أسبانيا المسيحية عام ١٤٩٢م مع أخواتهم اليهود الذين كانوا يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط زمن العثمانيين واختلطوا فيما بينهم، وأطلق عليهم جميعاً اسم «اليهود السفاراديم», ما عدا يهود اليمن ويهود إثيوبيا ليست لهم علاقة مع المهجرين من أسبانيا ولا يطلق عليهم تسمية«اليهود السفاراديم».

في بداية القرن الثامن عشر استقر إسرائيل بن إليعزر مؤسس حركة الحسيدية في أوكرانيا التي ما زالت حتى يومنا هذا.  لليهود «الحاسيديم» مذهب خاص بهم، وهم ينتمون لليهود الأشكنازيم.  وفي بداية القرن التاسع عشر نشأت الفرقة الإصلاحية في ألمانيا وانتشرت في غربي أوروبا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة.  يؤمن الإصلاحيون بوحدانية الله وبأنهم من اليهود ولكنهم ابتعدوا عن قسم من الطقوس والتقاليد اليهودية. وقد قام اليهود المتدينون في أوروبا والذين يُطلق عليهم «الأرثوذكسيون» بالرد عليهم بوجوب العودة إلى التوراة والدين اليهودي المتوارث عن الأجداد والآباء.  وقد حدث ذلك الاختلاف في أوروبا فقط، ولم تنتقل آثاره إلى منطقة الشرق وشمال إفريقيا.

يؤمن اليهود جميعاً بما قال الحاخام هيلل (التلمود البابلي “سبت” ٣١ب) بأن الأخلاق الجيدة والعيش بسلام مع الآخرين من أهم وصايا التوراة والحمد لله.

—–

[١]قد اكتشفت مخطوطات عهد الزواج التي تشهد على ذلك.  مثلاً كُتب عهد الزواج في مدينة صور في بداية القرن الحادي عشر الميلادي واكتشف في الفسطاط (القاهرة القديمة) في إحدى الكنس المسمى «كنيس ابن عزرا». فيها نجد رجلا عريساً تبع التوراة الشفهية والعروس كانت من أهل القرائين. وطُبعت هذه المخطوطة في كتاب الباحث موردوخاي عاقيبا فريدمان «الزواج اليهودي في فلسطين» (أورشليم، ١٩٨١م باللغة الإنكليزية) المجلد الثاني صفحة ٢٨٧- ٣٠١  Antonin 637r,v

السامريون

السامريون

هم شعب قديم جداً واُتخذت إجراءات كثيرة مؤسفة بحقهم عبر التاريخ في الشرق الأوسط. إن السامريين يؤمنون بالله الواحد وبالتوراة المكتوبة ويحفظون يوم السبت. ولهم تقويم قمري خاص بهم يتخلف عن التقويم اليهودي الذي وضعه الحاخامات، ويوجد شيء من الاختلاف بين التوراة السامرية والتوراة اليهودية .  

نورد فقرتين عن أصل السامريين. كان الملك الأشوري يهجّر الأسباط العشرة الذين عاشوا في شمالي أرض إسرائيل عام 721 ق.م.  ووضع بدلاً منهم شعوباً أخرى أتت من بابل إلى هذه الأرض وقيل: (الملك الثاني الفصل السابع عشر أية 24) «وَنَقَلَ مَلِكُ أَشُّورَ أَقْوَاماً مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ مُدُنَ السَّامِرَةِ مَحَلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَى السَّامِرَةِ وَأَقَامُوا فِي مُدُنِهَا» وكوث (أو كوت) هم السامريون.  هكذا جاء ذكرهم في الكتاب المقدس وفقاً للحاخام يوحانان (التلمود الأورشليمي “جيطّين” أو “غيطين” 43أ).
ولكن يدعي السامريين إن أصلَهم ينحدر من الأسباط العشرة الذين عاشوا في شمالي أرض إسرائيل.  ويدعم ذلك ما جاء في كتاب المِدراش القديم (مِدراش تكوين الكبير 46: 13).  قال الحاخام مِيئِير الذي عاش في القرن الثاني بعد الميلاد إلى احد السامريين بأنهم يعودون بنسبهم إلى أحد أَبناء يَسَّاكَرَ بن يعقوب، شِمرون، وهم  السامريون (شومرون بالعبرية).

نجد السامريين في فترة نحميا (حوالي 445 قبل الميلاد) عندما عاد اليهود إلى أرض إسرائيل من بابل وبنوا البيت المقدس (الهيكل) في أورشليم. عارض سَنْبَلَّط الحوروني (نحميا 2: 10) قائد السامريين آنذاك بناء الأسوار حول أورشليم الذي بدأ بها اليهود مع نحميا. عرف نحميا بأن سبب معارضة سنبلط وأصحابه كان سياسياً وليس دينياً، وقال لهم: «إِلَهُ السَّمَاءِ يُكَلِّلُ عَمَلَنَا بِالنَّجَاحِ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ نَصِيبَ لَكُمْ وَلاَ حَقَّ وَلاَ ذِكْرَ فِي أُورُشَلِيمَ» (نحميا 2: 20). كما يذكر نحميا أن أحد أبناء الكاهن الكبير في أورشليم قد تزوج إحدى بنات سنبلط (نحميا 13: 28).

ذكر المؤرخ اليهودي يوسف بن متاثيا الكاهن (Ιώσηπος) في كتابه «تأريخ اليهود» (11: 302 – 325، 340 – 345): عندما تزوج منسَّى أخو الكاهن الكبير اليهودي بنت سنبلط الثالث هجّره الكهنة من أورشليم.

قرر نائب السامريين سنبلط الثالث بناء الهيكل الكبير في شكيم (نابلس) على جبل جرِزيم عام 332 ق.م. بعد ذلك أصبح منسَّى الكاهن الكبير في شكيم، وبعد ذلك في السنة نفسها تمرّد السامريون على الحكم اليوناني. لكن لا يذكر أي شيء عن هذا التمرد في أي من كُتب السامريين.

في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد قاتل القائد اليهودي من الأسرة الحشمونيه يوحانان هوركانوس السامريين ودمّر هيكلهم في الجبل جرِزيم («تأريخ اليهود» 13: 254 وكذلك  «حروب اليهود» 1: 62 من تأليف يوسف بن متاثيا أيضاً).[1] لكن بعد تدمير البيت المقدس في أورشليم عام 70م استمر الكهنة السامريون بتقريب القرابين وخاصةً قربان الفصح في شكيم.  وما زالت هذه العادة تتم على جبل جرزيم حتى يومنا هذا.

نجد في فترة المِشنا (القرن الأول والثاني بعد الميلاد) خلافاً عند الحاخامين عن السامريين. وفقاً للحاخام إشماعيل السامريون ليسوا من اليهود وهم طائفة أخرى.  ولكن الحاخام عاقيبا (التلمود البابلي “قيدّوشين” 75ب) يرى أن السامريون كانوا يهوداً.[2] لأنهم منذ القرون القديمة اندمجوا مع بني إسرائيل الذين لم يتركوا الجليل (شمالي أرض إسرائيل) ومع اليهود في يهوذا (جنوب أرض إسرائيل).  ويقول الحاخام شمعون بن غملائيل «السامريون كمثل اليهود في كل الأمور» (التلمود الأورشليمي “بركات” 11ب). وأكثر من ذلك قال أبوه، الحاخام غملائيل الثاني، الذي عاش في نهاية القرن الأول بعد الميلاد، إن السامريين حفظوا بعض وصايا التوراة بصورة دقيقة وسليمة أكثر من اليهود نفسهم (كتاب التوسيفتا “فِساحيم” أو “فصح” 2: 3).

في نهاية القرن الثالث الميلادي عاش الحاخام أباهو في مدينة قيصرية التي كان معظم مواطنيها من السامريين.[3] واكتشفَ بأن كثيراً من السامريين لا يحفظون وصايا التوراة، لهذا السبب اجتمعت المحكمة العليا في الجليل وقرر أعضاؤها بأن السامريين ليسوا من اليهود (التلمود البابلي “حولّين” 6أ).

خلال فترة الرومان وفترة الإسلام عاش السامريون مع اليهود في أرض إسرائيل ومصر وسوريا وكانوا يحبون وطنهم ويتكلمون اللغة العربية ولهم ثقافتهم وأدبهم الخاص. أثناء الحكم البيزنطي وفي بداية القرن الرابع عشر الميلادي أثناء الحكم المملوكي وأثناء الحكم العثماني اُضطهد السامريون وعانوا كثيراً ولم يبق منهم في بداية القرن العشرين إلا مئتي شخص تقريباً.

ساعد إسحق بن صِبي وهو يهودي من أوكرانيا الأخوة السامريين وكان السامري إبراهيم صَدْقَة من مدينة يافا من اعز اصدقائه.  أسست دولة إسرائيل كنيساً للسامريين في مدينة حولون عام 1963م، ويعيش السامريون اليوم في أرض إسرائيل وخاصة في مدينة شكيم، ويبلغ عددهم أكثر من خمسمئة شخص.

إن اليهود والسامريين ينتمون إلى أصل واحد وبالتالي لا يوجد عداء بين اليهود وبين والأخوة السامريين اليوم أبداً. وأن شاء الله يعم السلام كذلك بين اليهود و العرب في المستقبل القريب.

—–

*ملاحظة: آيات الكتاب المقدس في هذه المقالة من ترجمة «كتاب الحياة»

[1] كان هذا اليوم يوماً حزيناً وهو يوم الحادي والعشرين من الشهر التاسع حسب «مجلّة الصيام» أو “مغيلات تعْنيت” بالعبرية (كُتب في بداية القرن الأول بعد الميلاد).  ولكن وفقاً للتفسير القديم بمجلة الصيام الموجودة في التلمود البابلي أيضاً (“كيفّوريم” أو “صوم يوم غفران” 69أ) دُمِّر الهيكل السامري في أيام ألكسندر المقدوني (330 قبل الميلاد تقريباً). أما بالرجوع إلى المصادر التاريخية سيكون من الصعب ان يعقل حدوث هذه الحادثة فترة ألكسندر إلا في أيام يوحانان هوركانوس الأول (134-104 ق.م.).

[2] في المِشنا أيضاً كانت عادات السامريين واليهود واحدة آنذاك (“نِداريم” 3: 10).  ورأي الحاخام ميئير كمعلمه الحاخام عاقيبا أيضاً (التلمود البابلي “بابا قامّا ٣٨ب “نيدّا” 56ب)

[3] من أقوال الحاخام المرحوم شاؤول (ساول) ليبِرمان «شهداء قيصيرية». هذه المقالة مطبوعة في الكتاب السابع من: 1939-1944م، صفحة 409

Annuarire de l’institut de philologie et d’histoire orientales et slaves

معنى كلمة”يهود”

معنى كلمة”يهود”

أطلق الشعب اليهودي على نفسه العديد من الأسماء مثل العبرانيين، الإسرائيليين، بني إسرائيل واليهود وقد تسبب هذا بنوع من الارتباك.

قد تشير بعض الأسماء، إلى احداث او شخصيات من التاريخ اليهودي. فمثلاً تشير لفظة «عبري» إلى الأجداد القدامى إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإلى الجدات سارة ورفقة وراحيل وليئة وأولادهم عليهم السلام. وينسب اسم «بني إسرائيل» إلى جدهم الأكبر يعقوب عليه السلام، الذي أطلق الله تعالى عليه اسم إسرائيل كما جاء في سفر التكوين (٣٥: ١٠ ترجمة كتاب الحياة) :وَقَالَ لَهُ: «لَنْ يُدْعَى اسْمُكَ يَعْقُوبَ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ إِسْرَائِيلَ. وَهَكَذَا سَمَّاهُ إِسْرَائِيلَ». لذلك أصبح اسم أولاد يعقوب الاثنا عشر وذريتهم «بني إسرائيل».
وبعد قرون من الزمن، انقسمت إسرائيل إلى مملكتين بعد وفاة الملك سليمان عليه السلام. اشتملت المملكة الشمالية، أكبر المملكتين، على معظم الأسباط واتخذت اسم إسرائيل. وسيطر على المملكة الجنوبية السبط الكبير يهوذا وأصبحت هذه المملكة تعرف باسم ذلك السبط. وفي سنة ٧٢١ (قبل الميلاد) قضت الإمبراطورية الأشورية على المملكة الشمالية وسكانها ولم ينج من بطشها إلا المملكة الجنوبية وسكانها اولاد يهوذا. ومنذ ذلك الوقت أصبح الناس يعرفون باليهوذ ومنها جاءت الكلمة “يهود”. ولكن، بالرغم من ضياع معظم الأسباط، فإن كلمة «إسرائيل» في التلمود تعني الأمة اليهودية والفرد اليهودي، وبينما كلمة «أرض إسرائيل» تعني الأرض المقدسة والمباركة المذكورة في التوراة وكتب الأنبياء.

سوف نستخدم في هذا الموقع أسماء «اليهود»، «الشعب اليهودي» وأحيانا  «بني إسرائيل» .